+ A
A -
كلنا نعـشق السفـر، لأنه متعة لما فـيه من ترويح عـن الـنـفـس والخاطر وبهجة للـقـلب ومسرة للنظر، وما أحلى السفـر مع راحة البال وهـدوء النفس ومع صحبة طيبة، والسفـر يجب ألا يكون لمجـرد السفـر فـقـط، أو لتغـيير الجو والانتقال من مكان إلى آخر، وقـد بدأت منذ فـترة، استعـدادات عـشاق السفـر للهـروب من «جمرة القـيظ» إلى مختلف دول العالم «الباردة».
ولأي جهة كانت وجهتنا، أو لأي أرض نحط رحالنا فـيها لن نجد بقعة عـلى وجه الأرض أغـلى من تراب الوطن، فهو دون سواه الذي نفـتـديه بالـروح والمال والـولـد، ولا قـيمة أبداً لمخلـوق دون وطنه يعـيش معـززاً في كنفه يحن ويشتاق إليه في حله وترحاله، ولأن المواطنة تعـني الغـيرة عـلى الوطن حـتى النخاع عـلى كل ذرة من ترابه، لذا يفـرض عـلينا حبنا لوطننا قـطر أن نكون خير سفـراء له، فـقـرر أيها القطري قـبل أن تغادر أرض الوطن بحفظ الله ورعايته أن تعاهد الله وتعاهد الوطن أن تكون خير سفير له، وأن ترفع رايته فـوق الأرض التي ستغادر وطنك إليها، وأن تـدافع عـن كرامـته، فأنت كمواطن لم يـبخل عـليك وطنك بشرف المواطنة فكـيف لا تصون هـذا الشرف ولو بالدم، فالنجاح هو ماذا تعـطي وطنك وليس ماذا تأخـذ منه، وعـليك أن تـنجح في حبك لـوطنك، وأن تقدم له الـروح فـداء له، فـقـد أعـطاك الكثير وجاء الآن دورك في العـطاء، فـقدم له العمر حتى آخر رمق فـيك وأحبه كم يجب أن يحبه كل من يستظل بسمائه، فهو جـدير بحبك، وتحـدث عـنه إلى كل من تلتقي بهم، وتغـنى باسمه في كل مكان تذهـب إليه، فأنت وأنا وهو وهي فـيه نحيا ومن أجله نموت، فاحفظ وطنك يحفظك الله، فأي تصرف خاطئ لن يقول الناس هذا ولد فلان أو هـذه بنت فلان، بل سيقولون هـذا قـطري، فهل ترضى أن تسيء لوطنك؟ فالمواطنة ليست جواز سفر نحمله في جيب الثوب أو في حقيبة سفـرك ونتباهى به أمام هـذا وذاك، إنما هي أبعـد من ذلك بكثير.. المواطنة تعـني التضحية والفـداء، المواطنة أبداً ليست كلمات نرددها من وقـت لآخر بينما لا نملك من الأفعال شيئاً يذكر.
كما أن للسفـر العديد من الفوائد حاول أن تستفيد بأكبر قـدر منها، فالسفر ليس فـقـط «مشتريات وصوغه»، قم بزيارة المتاحف والأماكن السياحية الأخرى، تعـرف على ثقافة البلد الذي تزوره وعـلى عادات وتقاليد أهله، ومن جانبك خـذ معـك بعـضاً من المطبوعات عـن بلدك ستجدها متوفـرة في وكالة الأنباء القطرية وسوف يزودونك بها مجانا، حاول أن تعـرف من تلتقي بهم عـلى قـطر وعـلى تقاليدنا وعاداتنا، ولا تنس أن تكون سفـيراً لبلـدك بدعـمك لملف «2022» فواجبك الوطني يحتم عـليك فعل ذلك.
وأنتِ أيـتها الأخت المسافـرة، كوني خير سفـيرة لبلدك، وقـدمي أحلى صورة وأجمل انطباع عـن المرأة القطرية، ولا تنسي أن محافـظتك عـلى الظهور بمظهـر المرأة المسلمة المحتشمة في ملابسها سوف يزيد من احترام الناس لكِ،
أخيراً.. عـلينا أن نـتجنب المشاكل، لأنها تفـسد متعة السفـر، والابتعاد عـن لـذة الحرام تقيناً من شر الإصابة بالأمراض القاتلة، عـلينا أن نتجـنب ما يثير الشبهات حولـنا، ومن المهم والضروري جدا أن نـتجنب الأماكن المشبوهة حماية لأنـفـسنا من المساءلة، رافقـتكم السلامة وليحفظكم الله جميعاً في الحل والترحال والعودة إلى دياركم سالمين غانمين.

بقلم : سلطان بن محمد
copy short url   نسخ
13/07/2016
6877