+ A
A -
في جزيرة مدغشقر (مالاجاش) عثر العلماء على شجرة عجيبة فهي تحمل حوالي 24 ورقة تجعلها مظلة لإنقاذ من يسير في قلب الصحراء شديدة الحرارة يمكن أن يهلك فيها الإنسان إذا لم يجد فرصة للراحة في هذا الظل، والعجيب أن كل ورقة من أوراق تلك الشجرة تحمل نباتا يشبه زجاجة المياه وفيها حوالي لتر من الماء الصافي، وعندما يكون المسافرون على وشك الهلاك بسبب الحر والعطش فإنهم يجدون الظل والماء وبعد فترة تعود نباتات الماء إلى الظهور من جديد. ولا يجد الإنسان تعليقا أو تفسيرا إلا أن يقول «سبحان الله».
وفي فنزويلا أشجار عجيبة فعندما تنقطع الأمطار ويعاني الناس والحيوان والنبات من الجفاف تبدو هذه الأشجار ميتة ولكن بمجرد أن يجرحها شخص بسكين ينسكب منها لبن أبيض فيه حلاوة فيشرب منها العطشان ويجد فيها إنقاذا لحياته وحين اهتم العلماء بأمر هذه الأشجار وقاموا بتحليل هذا اللبن وجدوا أنه يحتوي على عناصر غذائية كافية للإنسان.
وفي الجزيرة العربية تنمو أشجار الأراك التي يأخذ منها المسلمون السواك وفي الحديث الشريف أمر الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين باستعمال السواك وقال: «لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة» ولم يدرك أحد الحكمة في ذلك إلى أن قام العلماء في أوروبا بتحليل السواك فاكتشفوا أنه يحتوي على مواد مطهرة للفم وتعالج تقرحات اللثة وضعفها واليوم تجد في الصيدليات في الدول الأوروبية أصنافا من معجون الأسنان من السواك.
وفي الكون أكثر من نصف مليون صنف من النباتات مختلفة في الألوان والأشكال والحجم والطعم فمنها الحلو ومنها المر ومنها المالح وكلها تسقى بماء واحد وفي الكون أيضا أنواع من الحيوانات والطيور تفوق الحصر موزعة في أنحاء الأرض في منتهى الدقة ففي المناطق الاستوائية الحارة الغزيرة المطر طول العام تنمو الغابات وتعيش فيها حيوانات مثل القردة والزواحف والسنجاب والسلحفاة وأسراب من الطيور وعلى أطراف هذه الغابات الاستوائية يكون الصيف حارا والشتاء دافئا وتعيش فيها أنواعا أخرى من الحيوانات تناسبها هذه الأجواء مثل الفيلة والنمور والضباع فإذا تدرجنا إلى أقاليم المراعي الحارة فالبيئة صالحة لجماعات الجاموس الوحشي والزراف والحمار الوحشي والقطط البرية وعلى الأطراف تنمو الحشائش وتعيش عليها الغزلان والأبقار وفي المناطق التي تقل فيها الأمطار وفلي الصحاري الحارة فهي صالحة لحياة الإبل والأغنام والظباء وفي المزارع الدافئة تعيش الخيول والأبقار وفي الأقاليم القطبية حيث الثلوج والرياح يعيش الدب القطبي والثعلب القطبي والرنة وطيور البطريق.
هل يحدث كل ذلك بالمصادفة أم أن وراء ذلك حكمة وتدبير دقيق يفوق تدبير البشر؟ أليس ذلك دليلا على قدرة الخالق العظيم الذي خلق كل شيء وقدره؟
ولم يدرك العلماء الحقائق العلمية في قول الله تعالى «ألم نجعل الأرض مهادا والجبال أوتادا» ولم يدركوا كيف تكون الجبال أوتادا إلى أن اكتشفوا أن القشرة الأرضية الصلبة سمكها خمسة كيلومترات وتحتها صخور سائلة.
والأمثلة كثيرة على أسرار في الكون يكتشف العلماء بعضها بين الحين والحين ويجدون في القرآن إشارات إلى هذه الأسرار التي لا يصل إليها الإنسان إلا حين يصل التقدم العلمي إلى درجة معينة.

بقلم : رجب البنا
copy short url   نسخ
13/08/2016
6619