+ A
A -
من الأخبار الطريفة والغريبة التي تم تداولها أخيرا خبر قيام بعض الصالونات النسائية في دبي ببيع القمل بذريعة مساهمته في نمو الشعر، والمثير أن العاملات في تلك الصالونات أكدن وجود إقبال من بعض النساء على شراء القمل لاعتقادهن أنه يكثر الشعر، أما الأكثر إثارة فهو أن القملة الواحدة تباع بأربعة عشر درهما. ولأن الموضوع غريب ويؤكد أخصائيو الأمراض الجلدية تسببه في الإصابة بأمراض جلدية خطيرة ويوفر فرصة لانتشارها بين أفرادا الأسرة لذا سارعت بلدية دبي بالتحذير من بيع القمل والإعلان عن فرض غرامة تصل إلى ألفي درهم على الصالونات التي تقبل على ذلك، تتضاعف في حال تكرار المخالفة. جاء في الخبر أن «تربية القمل» تتم من خلال جمع الشعر التالف ووضعه في علبة تحت درجة حرارة مرتفعة.
خليجيا، يطلق على مثل هذا الأمر «فنتك» وجمعه «فناتك»، وهو ما صار واحدة من الصفات التي تميز هذا العصر، حيث يظهر في كل يوم «فنتك جديد» يثير الضحك والحزن في آن، إذ كيف يمكن استيعاب فكرة اقتناع البعض بشراء القمل بحجة أنه يؤدي إلى تكثير الشعر؟ وإذا كان مفهوما السبب وراء ابتداع البعض ذلك وهو جني المال بالضحك على الذقون فكيف يمكن فهم الإقبال على الشراء والمغامرة بوضع القمل في الشعر لفترة من الزمن رغم حرص المرأة دائما على شعرها واهتمامها به؟ (ربما جاءت كلمة فنتك من الكلمة الإنجليزية FANATIC وتعني أرعن أو طائش أو متعصب، لكنها خليجيا تستعمل بمعنى حركات جديدة، فتربية القمل وبيعه واستضافة شعر المرأة له مثلا حركة جديدة، و«الفنتك» عادة يكون حركة جديدة وغريبة ولافتة).
اليوم وبسبب سعي الكثير من النساء للتميز والتواجد في دوائر الضوء يظهر في كل يوم جديد «فنتك جديد»، ولم يعد الأمر يقتصر على الخضوع لعمليات جراحية لتعديل الأنف أو تجميل الوجه فقط ولكنه تعدى ذلك إلى جراحات لتعديل مناطق أخرى في الجسم وصولا إلى تصحيح الطول وتغيير لون البشرة، وكلها «فناتك» تثير الضحك والسخرية.
المؤلم أن المرأة صارت هي الهدف وهي المجال الذي يصلح للابتزاز من خلاله، أما الأكثر إيلاما فهو أن المرأة تؤكد هذا الأمر باندفاعها وقبولها بأن تكون محطة تجارب رغم أن الكثير من تلك «الفناتك» يمكن أن تتسبب في تشويه وجهها أو جسدها بل قد تؤدي بها إلى الوفاة، وهو ما حدث لعدد غير قليل من النساء وخصوصا المشاهير منهن (قبل عدة سنوات تم تداول قصة فنانة شابة سعت إلى تكبير جزء من جسدها لاعتقادها أنها ستبدو أكثر جاذبية، لكن العملية لم تنجح فصار شق أكبر من شق، ما أدى إلى غيابها عن الساحة الفنية فترة من الزمن اضطرت فيها إلى إجراء العملية من جديد)!
ليس معلوما «الفنتك» التالي الذي سيكون محور حديث الناس لكن الغالب أنه لن يكون بعيدا عن حقل المرأة، وإن بعد عن شعرها.

بقلم : فريد أحمد حسن
copy short url   نسخ
30/08/2016
2397