+ A
A -
تابع 12 شاباً من المغرب والجزائر دورة مكثفة في مدينة «هنتسيفيل» في ولاية ألباما الأميركية حول رواد الفضاء.
قدمت خلال الدورة معلومات حول الشروط المطلوب توفرهاعقلياً وبدنياً في رواد الفضاء، وكذلك معلومات بشأن عمل مهندسي وعلماء الفضاء.
كما رتبت زيارة لهؤلاء الشباب إلى العاصمة واشنطن للقاء بعض المسؤولين في مختلف الوكالات الفيدرالية (الحكومية).
أضحى من النادر جداً أن يلتقي شبان مغاربة وجزائريون في الجزائر أو المغرب.
العلاقات السياسية الفاترة بين المغرب والجزائر بسبب نزاع الصحراء، والحدود البرية المغلقة بين البلدين منذ صيف عام 1994، عطلت التواصل بين البلدين، لذلك أصبحت لقاءات تجمع شباناً جزائريين ومغاربة حدثاً استثنائياً، وفي الغالب تكون هذه اللقاءات خارج البلدين.
جيل كامل من الجزائريين أو المغاربة لا يعرفون بعضهم بعضاً، ذلك التعارف الذي يشكل جسوراً بين الشعوب.
كانت الحدود بين البلدين قد أغلقت عقب حادثة اعتداء نفذها فرنسيون من أصول جزائرية على حافلة تقف في باحة فندق «أطلس إسني» في مراكش في أغسطس عام 1994 وأدى ذلك الهجوم إلى مقتل سائحين إسبانيين وجرح آخرين، وقرر المغرب الرد على ذلك الحادث بفرض تأشيرة دخول على أي شخص جزائري أو من أصول جزائرية يرغب في زيارة المغرب، وردت الجزائر بإغلاق الحدود البرية.
طوال سنوات يدعو المغرب إلى فتح الحدود، لكن الجزائر بقيت متحفظة على هذه الدعوة.
في واحدة من المبادرات النادرة قبل سنوات، استقبل الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة وزير خارجية المغرب، الذي زار الجزائر العاصمة ليقترح فتح الحدود البرية، وكان رد الرئيس الجزائري «الحدود مفتوحة لأن حركة التهريب نشطة بين البلدين»، مشيراً إلى أن المخدرات والسلع المهربة من المغرب تغرق المدن الجزائرية.
كانت تلك إشارة إلى أن فتح الحدود أصبح من وجهة نظر الجزائريين مسألة مستعصية.
كما أن العاهل المغربي الملك محمد السادس وجه في أكثر من مناسبة، نداءات ملحة للجزائر لفتح الحدود، ووجه العاهل المغربي آخر نداء قبل أربع سنوات لتطبيع العلاقات تطبيعاً كاملاً بين البلدين وفتح الحدود، بيد أن تلك النداءات ذهبت أدراج الرياح.
وفي الوقت الذي كرر المغرب في أكثر من مناسبة دعوته إلى فتح الحدود، وضعت الجزائر عدة شروط من بينها محاربة التهريب والمخدرات، وتنظيم استفتاء في الصحراء، وهي مسألة يقول المغاربة إن الأمم المتحدة نفسها لم تعد تتمسك بها، حيث تطرح الرباط مشروعاً بمنح الصحراء حكماً ذاتياً موسعاً.
نظرياً يرتبط المغرب والجزائر بعلاقة «اتحاد» من خلال «اتحاد المغرب العربي».
هذا الاتحاد، شبه الميت، كان قد تأسس بمراكش في فبراير عام 1988.
يوجد مقر الإمانة العامة لهذا الاتحاد حتى الآن في الرباط، ويتولى الأمانة العام التونسي الطيب البكوش.
فوق مبنى في حي أكدال بالرباط رفعت أعلام الدول الخمس، وهي موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا.
خمسة أعلام ترفرف فوق المبنى وثمة لافتة كتب عليها «الأمانة العام لاتحاد المغرب العربي».
عدا ذلك لا شئ.
آخر نشاط لهذه الإمانة العامة كانت ندوة نظمت في أبريل الماضي حول «تشغيل وإدماج الشباب المغاربي».
كان ذلك النشاط الذي أشارت اليه أجندة الأنشطة على موقع «أمانة اتحاد المغرب العربي».
العلاقات بين المغرب والجزائر في حالة جمود.
العلاقات بين موريتانيا والمغرب انزلقت نحو التدهور.
تونس وليبيا مشغولتان بأوضاعهما الداخلية.
الدول الأوروبية وأميركا لا يهمها أمر هذا الاتحاد، لكنها تعمل على تطوير التعاون مع دول المنطقة لمكافحة الإرهاب.
أحلام شعوب المنطقة في «وحدة مغاربية» تبددت.
كان هناك شعار قديم يقول «لا حدود بين من يأكلون الكسكس ويرتدون البرنص».
في إشارة إلى أكلة «الكسكس» الشهيرة، والزي الذي يرتديه معظم سكان المغرب العربي.
لا يزال أهل المنطقة من موريتانيا إلى ليبيا يأكلون الكسكس، وكثيرون يرتدون «البرنص»( أو السلهام) لكن الحدود قائمة والتنقل عبرها أضحى أمراً مستحيلاً، إذ أن نوعية الأزياء والأطعمة لا تخلق وحدة.
هكذا يمكن أن تكون اللقاءات في «ألباما» وليس في الجزائر أو الرباط.

بقلم : طلحة جبريل
copy short url   نسخ
03/09/2016
2599