+ A
A -
يقول الصحفي والكاتب المصري المعـروف مصطـفى أمين في سنة 1956 م، كان عـبدالحليم حافـظ يتعـشى عـندي ومعه كمال الطويل، وبعـد العـشاء جلسنا في غـرفة المكـتـب، نتحـدّث ونتناقـش، وارتفع صوتنا ولاحظت أن كمال الطويل كان وسط هـذه الضوضاء يدق عـلى كـتف المقعـد بأصابعه ويلحن «بتلوموني ليه لو شفـتم عـينيه حلوين قـد إيه» ولم أر عـبدالحليم مهتماً بلحن كاهـتمامه بهذا اللحن..
وحدث أن ذهبت لأسمعه يغـني في سينما ريفولي، وجلستُ في الصف الثالث، وتصادف أن جلست بجواري فـتاة رائعة الجمال، عـيناها واسعـتان جـذّابتان، فـمها دقـيق، وشفـتاها غـليظة، وقوامها فـتّان.. وكانت تجلس بجوارها بعـض قـريباتها، وبدأ يغـني عـبدالحليم أغـنية «بتلوموني ليه، لو شفـتم عـينيه، حلوين قـد إيه!».
ولاحظت أن عـبدالحليم عـلى المسرح يوجه نظراته وهـو يغـني إلى الفتاة التي تجلس إلى جانبي، ثم لاحظتُ أن عـينيها تتكلم وترد عـليه، وتناجيه وتلاغـيه!.. لم أر في حياتي عـينين بكل هـذا السحـر والجمال.! وفهمت أن أغـنية «بتلوموني ليه، لو شفـتم عـينيه، حلوين قـد إيه!» موجهة في كل كلمة إلى هـذه الفـتاة..
وكان عـبدالحليم يستعـد للزواج منها من صاحبة أجمل عـينين في العالم، وفجأة سقطت الفـتاة مريضة! وحار الأطباء في أول الأمر في علاجها، ثم اكتشفوا إنها مصابة بمرض سرطان الدم وهـو مرض مميت..
وعـندما علمت الحبيبة السعـيدة بحقيقة مرضها قابلته وأبلغـته النبأ، وقالت له إنها تعـفـيه من وعـده لها ولن تتزوجه!
وسقط النبأ عـلى عـبدالحليم سقوط الصاعـقة أو - كما قال لي - إنه شعـر أنه يموت وهـو جالس معها، وقال لها إنه عـلى استعـداد أن يتزوجها وهي مريضة، وقالت له: لا أريد أن أتركك أرمل وأنت شاب صـغـير، وقال عـبدالحليم: إن قـطع علاقـتنا سيجعلـني أرمل من الآن وأنا أعـتقد أنه لو تزوجنا سوف تجعـلك سعادتنا معا تصمدين لهذا المرض وتقاومينه..
وأصرت صاحبة أجمل عـينين في العالم عـلى فـسخ الخطـبة!
بقلم : سلطان بن محمد
copy short url   نسخ
14/09/2016
1688