+ A
A -
ماجد الجبارة
عاد حجيج بيت الله كما ولدتهم أمهاتهم.. ولكن ماذا بعد أن غسلنا أجسادنا من الذنوب.. هل غسلنا نفوسنا؟ هل طهرنا أرواحنا؟ لاشك أن مناسك الحج فيها من الرمزية الكثير فهي ليست تعبدات لذاتها، فأنت حين ترمي الشيطان فكأنك تعلم نفسك كيف تقاوم نفسك من ارتكاب الذنوب، وكيف تحصن نفسك من الخطايا.
لذلك للأسف لا ينال البعض من الحج سوى التعب فهو يمارس مجرد طقوس لكي يعود بـ(لقب الحاج)! وله ذلك.. ولكن هل فاز برضا الله؟ هل عاد لذاته الإنسانية ونفسه الدينية؟ لنستحضر الله في دواخلنا لنعيش في سلام داخلي.
عيش ولحم
طقس من طقوس العيد يلتف حوله الجميع رغم أننا نتناول اللحم في كل يوم.. ولكن يبقى لوجبة الغداء في العيد طعمها الخاص الذي لم يتغير.. ملامح العيد كلها تغيرت من حولنا وحتى الفرحة أصبحت منقوصة، ولكن تبقى هذه اللقمة التي بين يديك وتدفعها دفعاً بكل حب إلى فمك هي الشيء الوحيد التي لم يتغير طعمه.. فاحمدوا الله على هذه النعمة حتى لا يأتي يوم وتزول.. فهناك بشر مثلنا لم يذوقوا طعم اللحم حتى في العيد.
العيدية
فرحة للصغير.. فكم هو جميل أن تهب الفرح لمن حولك. صحيح أن أبناء اليوم لم تعد ترضيهم المبالغ القليلة مثلما كان حالنا بالأمس، الحياة تغيرت ولم يبق شيء على ثمنه فكل شيء ارتفع ثمنه إلا قيمة الإنسان! الشاهد من ذلك أن الفرحة بالعيدية فرحة لا تقترن لدى الأطفال ويجب أن نعلم أطفالنا أنه مثلما القناعة تجلب السعادة، فإن المال كذلك ومحظوظ من كان صاحب مال وقناعة لنجعل من العيدية فرصة لكي نعلم أطفالنا أين يصرف عيديته وكيف يدخرها لأن الزمن القادم زمن أغبر.. ولا تخدعك العبارات المنمقة، ولكن عش حياتك بقناعة ورغد من العيش.
وتذكر في العيد أن تهب السعادة للصغار، حاول أن تهب هذه السعادة للكبار فإذا وجدت عاملا بسيطا، فهب له من العيدية فمن يدري فقد تصل إلى ابنه الذي تغرب من أجله على شكل هدية أو حلوى ويصبح العيد عيدين.
الأضحية
يسارع المصلون في كل بقاع الأرض من مشرقها إلى مغربها إلى التقرب إلى الله عزوجل بالأضحية طمعاً في الأجر.. ولكن للأسف نجد المسلمين يسارعون في الجانب المقابل إلى قتل بعضهم البعض بحجج كثيرة وكلها باسم الدين.. رغم أن الإسلام منهم براء، ولكي نكون منصفين علينا أن نعود إلى ديننا الحق بعيداً عن فكرة قتل الآخر، أوحتى الدعاء بالموت للغير ولهذا تجد أن البعض مازال يعظم من يحلل دم الإنسان.
العيد
(‏عيد بأي حالٍ عُدت يا عيد) جملة نرددها في كل عيد حيث كنت أظن أن هذا العيد سيكون عام فرح ولكن خاب المراد وأصبح للترح عنوانا.. إن العيد فرحة ولذلك علينا أن نعيش هذه الفرحة بروح من المحبة التي أساسها الإنسانية مع الجميع.. واقتبس هذا القول من الأستاذ عبدالعزيز الخاطر عندما قال: «نعيش بين كراهيتين، كراهية داخل الدين الواحد، وكراهية مع الآخر المختلف دينياً، وبدأت أجيال الكراهية تتناسل» أخشى أن يأتي عيد لا نجد فيه للفرح مكانا، عيد منزوع البهجة، عيد خالٍ من السرور، لنتعلم أن ننشر الفرح فهذا هو عيدكم.
بقلم : ماجد الجبارة
copy short url   نسخ
15/09/2016
2564