+ A
A -
لم اصدق نفسي أن ستين عاما مضت ويزيد.. والحكاية هي الحكاية.. أمة عربية ممزقة.. وتزداد تمزقا.. اسرائيل المرعوبة التي كنا «سنشربها مع مياه المتوسط» شربتنا مع دجلة والفرات والنيل والاردن والكلب والعاصي فانتفخت شبابا وقوة.. الحاكم المستبد في القاهرة في الخمسينيات يزداد استبدادا في الثمانينيات والتسعينيات والقرن الحادي والعشرين والثاني والعشرين.. الدخل الوطني المعدم لم ينم.. تتساءل ما السبب؟؟.
هذا السؤال وجهناه للوعاظ فقالوا: اتكلوا على الله.. لم نفهم!! وجهناه للخوري فقال: تحابوا في الله.. لم نفهم.. وجهناه لمدرس اللغة العربية.. فغنى.. بلاد العرب اوطاني من الشام لبغدان.. ايضا لم نفهم..
وجهناه للحكام.. فقال الناطق الرسمي باسمائهم واحدا تلو الآخر.. موتوا.. فغنينا «تسلم الأيادي»..
نموت في العراق.. نموت في سوريا.. نموت غرقا في المتوسط.. نموت في السجون العربية.. تسلم الأيادي..
من سنين قال جورج غالوي قبل أن يقلب «جاكيته» ان مشكلة وحدة العرب هي في العرب أنفسهم.. ثلاثمائة وستين مليون عربي لغتهم الضاد.. يعبدون ربا واحدا.. وغير قادرين عل توحيد انفسهم.. ولا أحد يمنعهم.. مشيرا إلى أن زملاءه الـ600 في مجلس العموم البريطاني لا يفكرون في شيء الا في استمرار تفتيت العرب ونهب بترولهم ودولاراتهم.. جورج غالوي.. بدل جاكيته كما قالت لي اميرة من اميرات الفضائيات ردا على تغريدة تويترية.. الا ان إرثه الوطني يبقى حاضرا.. لكن هل استمعنا؟!
ها نحن نموت.. ونردد مع نزار قصيدة وافاني بها الدكتور سيد برايا أمس فجرا ففتح جروح الأمس واليوم والغد.. ومستقبل أبناء سوف يسألون نفس السؤال..
نموت وليس نناقش كيف نموت؟
وأين نموت؟
فيوما نموت بسيف اليمين
ويوما نموت بسيف اليسار!
نموت من القهر حربا وسلما.
فمن يوقف موتنا باعلان عودة الأمة إلى راية وطن واحد يمتد عبر أكثر من 13 مليون كيلو متر مربع من المغرب.. غربا، إلى عمان شرقا..
نبضة أخيرة
أعلنت حبي للمشرق والمغرب مع صرخة الحياة الأولى قادما من الرحم.. ويتوهج حبي كلما اتجهت الشمس للمغيب..

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
27/09/2016
581