+ A
A -
مع بداية العام الدراسي، يعـيش معـظم أولياء أمور الطلـبة الجدد بشكل خاص مشكلة يومية اسمها الواجبات المدرسية والحقيقة هي مشكلة تثقل كاهل الطلبة الصغار لأنها تحرمهم من الاستمتاع بطفولـتهم، ويكفي أن ننظر فـقط إلى أي طفل في مرحلته الدراسية الأولى لنرى في عـيونه الدامعـتين كما هائلا من الهم والحزن، لنكتشف أن السبب في ذلك هـو كـثرة الواجبات المدرسية، مرفـق معه تهديد بشكل غـير مباشر ينذر بانهيار في مستقبل الطفل الدراسي والعـلمي إذا لم يقم بعمل واجباته المدرسية عـلى أكمل وجه.
لا شك أن الواجبات المدرسية أصبحت رعـبا في حياة الطلبة الصغار، وشبحا يغـتال أحلى أوقاتهم، والسؤال الذي يطـرح نفسه: هل هـناك طفل يستطيع تحمل كل هـذا القدر من الإرهاق لعـدة ساعات متواصلة بصفة يومية موزعة ما بين المدرسة والبيت..؟
أكدت الدراسات أن الطلبة الصغار يتحملون أخطاء لم يرتكبوها لأن الواجبات المدرسية غـير المتوازنة تعـد بمثابة عـذاب يومي مستمر لهم لأنها تعـوقهم عـن النمو الاجتماعي السليم خبراء في التربية الحديثة يقولون بعد أن قاموا بدراسات عـديدة عـن الواجبات المدرسية: إن الهدف من التعليم المدرسي هو إحداث تـغيير للأطفال في ظل نظام مدرسي محكم وتوجيه واع ٍلأهداف العملية التعليمية، ويجب أن نضع في اعـتبارنا دائما أن التعليم لا ينفصل بأي حال عـن التربية، لأنهما ـــ التربية والتعليم ـــ عـمليتان متكاملتان شكلا وموضوعا، وعـلى هذا فإن عـلينا أن نتساءل: ما هي النتائج التي يحققها الواجب المدرسي للتلميذ في المنزل.؟ المفـروض أن يصير عـبء استنكار التلميذ مسؤولية من مسؤوليات المدرس والمشكلة أن المدرسين لا يكلفون التلاميذ بالواجبات المدرسية بناء عـلى خطة مسبقة ومدروسة عـلميا ومتفق عـليها بين مدرسي المواد المختلفة، وبذلك يسيئون تقـدير الوقـت الذي يتطلـبه انجاز هـذه الواجبات، بل أن بعـض المدرسين يكلف تلاميذه بواجب مدرسي عـقابا لهم عـلى سوء السلـوك الفـردي أو الجماعـي وبذلك ينظر التلاميذ إلى الواجـبات المدرسية عـلى أنها عـبء إضافي ثقيل جدا بعد يوم مدرسي متعب ولهذا ينبغي أن نرد التعـب والإحباط والشعور بعـدم الرضا عـن المدرسة إلى سببين وهما: التوجيه غـير السليم والواجبات المدرسية المبالغ فيها .
يحاول أحـد الباحثين في هـذا المجال الإجابة عـلى السؤال الذي يحير الآباء والمدرسين: ما هـو شعـور التلاميذ إزاء الواجب المدرسي.؟ فـيقول: إن معظم التلاميذ وخصوصا الذين ما زالوا في المراحل الأولى من الدراسة يعـترضون عـلى أداء الواجـبات المدرسية في حين يستمتع الأذكياء بالأعمال ذات الصفة ألابتكاريه، ويضيف: إن أي معلم يستطيع أن يحصل من التلاميذ عـلى معلومات قـيمة حول الواجـب المدرسي بشرط أن تكـون علاقـته بالتلاميذ طيبة، إن مشكلة الواجب المدرسي ظاهرة اجتماعـية تعاني منها معظم الأسر كما أن معـظم التلاميذ ينفـرون من الواجب المدرسي إذا كان إنجازه يتطلب حرمانهم من أشياء هي في رأي عـلماء التربية الحديثة حق من حقوق الطلبة الصغار الأساسية في اللعـب والاستمتاع والترفـيه والترويح.
وأخيرا: التعليم بالإضافة إلى تغـيير نظرة المدرسين والقائمين عـلى التعليم إلى الطفل كفرد له ملكاته الخاصة ومواهـبه وقـدراته.

بقلم : سلطان بن محمد
copy short url   نسخ
02/11/2016
1504