+ A
A -
شركات قليلة استطاعت تغيير العالم.. شركات استثنائية غيرت حياتنا وقدراتنا وطريقة عيشنا دون أن نلاحظ..
شركة فورد مثلا (صحيح أنها لم تخترع السيارة) ولكنها غيرت مدننا وطريقة تنقلنا من خلال إنتاجها لجميع الناس..
وشركة ميكروسوفت (صحيح أنها لم تخترع الكمبيوتر) ولكنها أتاحت لكل إنسان استخدامه بفضل برامج ويندوز..
وشركة ستاندرد أويل (صحيح أنها لم تكتشف النفط) ولكنها حولته إلى صناعة وجعلت منه وقود العصر الحديث..
وشركة بوينغ (صحيح أنها لم تخترع الطائرة) ولكنها قدمت لنا طائرات مدنية اختصرت العالم في ساعات قليلة..
والشركة الأخيرة تأسست عام 1916 وتعد اليوم أكبر مُصنع للطائرات التجارية في العالم، وثاني أكبر منتج للعتاد العسكري، وعنصر أساسي في صناعة الفضاء الحديثة..
ولوقت طويل ظلت بوينغ الصانع شبه الوحيد للطائرات المدنية، والمزود الأساسي لخطوط الطيران العالمية (خصوصا أنها ظهرت قبل شركة الأيرباص الأوروبية بأربعة وخمسين عاما على الأقل)..
وأول طائرة صنعتها للسفر المدني ظهرت عام 1928 باسم 80 BOEING وتحمل 12 مسافرا فقط..
وفي عام 1933 قدمت ما يمكن وصفه بأول طائرة ركاب حديثة عرفت باسم 247 BOEING.. وفي خمسينيات القرن العشرين بنت أول طائرة ركاب نفاثة 707 ظلت في الخدمة حتى مطلع الثمانينيات..
وفي نهاية الستينيات قررت بناء طائرتها الضخمة 747 (التي تتضمن طابقا علويا في مقدمتها) تطلب بناء أكبر مصنع مسقوف في العالم.. كما قدمت في نفس العقد طائرتها الشهيرة والأكثر مبيعا 737 التي ماتزال تعمل حتى يومنا هذا..
وخلال عقد الثمانينيات قدمت طائرتي 757 و767 الأكثر تطورا.. وفي عام 1994 قدمت أول إصدار من موديل 777 القادر على حمل 451 مسافرا لمسافة تتجاوز 17 ألف كيلومتر..
وفي عام 2009 قدمت طائرتها الأحدث «دريملاينر» الأخف وزنا والأفضل استهلاكا وشاركت في صنعها ستون شركة عالمية (من بينها ميتسوبيشي اليابانية التي صنعت أجنحتها الأساسية)..
.. هذا من جانب..
ومن جانب آخر تملك شركة بوينغ وجها عسكريا لا يعلمه كثير من الناس؛ فهي مثلا المسؤولة عن صناعة قاذفات القنابل المرعبة 17B والطائرة الهجومية F15 وطائرات الرادار المحمول E-3 (المعروفة لنا باسم الإواكس) وعدد كبير من المروحيات والعتاد العسكري والصواريخ العابرة للقارات..
.. أيضا لشركة بوينغ «وجة فضائي» يتمثل في صواريخ دلتا التي استعملتها ناسا في رحلاتها الفضائية، ومساهمتها في الهبوط على القمر وصنع أول سيارة مشت فوقه.. كما ساهمت في صنع المكوك الفضائي ومركبة العودة (CRV) وأقمار الاتصالات والتجسس وسلسلة طائرات فضائية تجريبية (تبدأ كلها بحرف X)..
.. بقي أن أخبركم بسر كتابتي لهذا المقال عن شركة بوينغ..
أنا شخصيا من عشاق الطيران وكنت أرغب منذ طفولتي بزيارة مصنع بوينغ في سياتل.. ورغم أنني زرت أميركا أربع مرات لم أنجح في ذلك إلا قبل أيام حين زرته (مرتين) ضمن وفد الخطوط السعودية لاستلام أحدث إصدار من طائرة 777..
بقلم : فهد عامر الأحمدي
copy short url   نسخ
09/11/2016
4453