+ A
A -
للوهلة الأولى يبدو وكأن الروسي فلاديمير بوتين هو الأكثر سعادة، أو ربما السعيد الوحيد، بانتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، وكنا تابعنا الاتهامات التي وجهتها الولايات المتحدة لروسيا بالوقوف وراء حملة قرصنة إلكترونية استهدفت الحزب الديمقراطي، بهدف التأثير على الانتخابات.
المحلل السياسي الموالي للكرملين سيرغي ماركوف صرح للغارديان بعد إعلان النتائج أنه لا يعتقد أن روسيا حاولت التدخل، ولكن «ربما ساعدت قليلاً مع ويكيليكس». ولم يوضح ما يعنيه بالضبط أو كيف عرف ذلك.
فاز ترامب، لكن هل حقق بوتين مبتغاه؟.
يعيدنا السؤال إلى العلاقة بين الرئيس الروسي والمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، فهي وإن كانت باردة إلا أنها ستسير وفق إطار يمكن التنبؤ به، أما الآن فلا يمكن التنبؤ بشيء، إذ أنه بالإضافة إلى طبيعة ترامب، هناك «الجمهوريون» المتشددون المحيطون بالرئيس المنتخب، وهؤلاء بالنسبة لروسيا الأسوأ على الإطلاق.
هل فات الرئيس بوتين كل ذلك؟.
للإجابة عن هذا السؤال لابد من الوصول إلى ما يريده بوتين من ترامب، فهو أولا يعتقد بأن الرئيس الذي دعمه، أو تمنى له الفوز، سوف يسمح له بإطلاق يده في التعامل مع دول الجوار، أوكرانيا ودول الاتحاد السوفياتي السابق، بالإضافة إلى عدم اهتمامه بمسألتي الديمقراطية وحقوق الإنسان في روسيا، لكن الأهم من كل ذلك بالنسبة لروسيا هو وضع ترامب باعتباره «مرشح الفوضى» الذي سوف يزعزع النظام القائم، ويكسر الوحدة الغربية، وهذا بالتحديد ما سيسمح للرئيس بوتين بتحقيق أهدافه في دول الجوار.
بقلم : حسان يونس
copy short url   نسخ
17/11/2016
1647