+ A
A -
فيما كانت «الهاشتاغات» تلعلع على «تويتر» ابتهاجاً بعشرات الحرائق التي اجتاحت معظم مناطق دولة الاحتلال الإسرائيلي، كان هناك من يراقب بقلق التصريحات وردود الفعل الرسمية الصادرة عن تل أبيب والتي كانت تشير تصريحاً أو تلميحاً إلى أن هذه الحرائق سواء كانت بفعل الطبيعة أو بفعل فاعل، فإنه لابد من حصد مكاسب سياسية وجغرافية من ورائها.
فنتانياهو الذي استبق كل الأدلة والتحقيقات سارع إلى اتهام الفلسطينيين بالوقوف وراء هذا «العمل الإرهابي»، متوعداً باتخاذ عقوبات صارمة بحقهم، وهي عقوبات اعتاد الفلسطينيون أن تتضمن هدم بيوتهم ومصادرة أراضيهم وزج أبنائهم في السجون بدون تهم لسنوات عديدة.
ولأن ثمة خطة ممنهجة تشكل أساس العمل لجميع الحكومات الإسرائيلية على اختلاف توجهاتها فلم يكن غريباً أن يتابع وزير الدفاع المتطرف أفيغادور ليبرمان حملة التحريض ليؤكد خلال زيارته عدداً من المستوطنات أن الرد الأفضل على «الجرائم الفلسطينية» هو مصادرة المزيد من أراضي الفلسطينيين والتوسع الاستيطاني في كل الاتجاهات ما يدل على رغبة مبيتة لاستغلال فترة رئاسة دونالد ترامب إلى أقصى حد ممكن للقضاء على أي أمل ممكن في حل الدولتين.
في نهاية المطاف ما يهم أن حكومات عدة من بينها دول عربية وإسلامية هبت لنجدة إسرائيل، وما يهم أيضاً أن السلطة الفلسطينية أرسلت فريق إطفائها للمساعدة في إخماد حرائق مستوطنات الضفة في نفس الوقت الذي كان فيه ساسة إسرائيل يحملون المسؤولية لعباس ويتوعدونه بقضم باقي الفتات الذي يحلم أن يقيم دولته عليه يوماً.
إسرائيل لم تحترق كما قالت «هاشتاغات» تويتر، فما التهمته النيران خلال الأيام الماضية كان بواقي الأمل لدى الفلسطينيين في إقامة دولتهم على ارضهم تكون عاصمتها القدس الشرقية، وما احترق أيضاً هو ما تبقى من إجماع عربي على ضرورة الضغط على إسرائيل من أجل إجبارها على إعادة بعض ما سلبته بالحيلة حيناً وبالقوة أحياناً أخرى.
خلال القادم من الأشهر ستشهد الضفة الغربية عمليات توسع استيطاني قد تكون غير مسبوقة في حجمها ووتيرتها، وعندها لن يجدي الذهاب إلى سيد البيت الأبيض الجديد وتذكيره بـ الـ 41 إطفائياً الذين أرسلتهم السلطة الفلسطينية لمساعدة إسرائيل- ولو معنوياً- في قتل حلم الدولة الفلسطينية!
بقلم : لؤي قدومي
copy short url   نسخ
30/11/2016
2750