+ A
A -
«أمة اقرأ لا تقرأ» مقولة تبرز مع كل معرض للكتاب لدرجة أنها أصبحت مستهلكة بل وغير حقيقية والدليل أن معارض الكتاب تقام كل سنة ليس في قطر فقط ولكن في كل أرجاء المعمورة، وهذا يكشف نوعية المشكلة التي نعيشها، فنحن أمة تقرأ بلا شك ولكن ما تقرأه يظل حبيس العقل، مازالت تركن إلى ما كتب قبل 1400 عام باعتباره أمرا مقدسا، وهو ليس كذلك وكأن فعل القراءة هو فعل بذاته، رغم أنه يفترض أن تتبعه أفعال معرفية أخرى، ولكن تظل حبيسة جلدتي الكتاب حتى يعلوهما الغبار. وعلى ذكر الغبار مازلت احتفظ بكتب من المعارض السابقة، ليست من الدورة الأولى للمعرض حتى لا يظن بي ظن الكبر، ولكن للأمانة أن هذه الكتب يخيل لي أنها أصبحت من المخطوطات.
إن معرض الكتاب يعد فرصة لتجديد قائمة الأصدقاء- ليس المقصود (أصدقاء الوتس آب) الذين يتناقلون أخبار الإشاعات لا الأمور النافعات ولكن المقصود بالأصدقاء هو ( الكتاب) تأكيداً لقول المتنبي:(وخير جليسٍ في الزمانِ كتابُ).
وحتى لا ينقلب عليك الزمان وتتحول زيارتك للمعرض لمجرد واجب من باب رفع العتب وأنت تغني بداخلك لفيروز ( زوروني كل سنة مرة حرام تنسـوني بالمرة حرام). فعلاً لو كان للكتاب لسان لهجى صاحبه من كثرة النسيان- انظر هذه فائدة القراءة تعلمك كيف تبتكر الجناس.
إذاً فالقراءة تشكل الرافد لكافة صنوف المعرفة: فهي الوقود للكاتب، وهي المحرك للعالم، وهي الغذاء للباحث، وحتى المتفلسف تصبح القراءة نوعا من الوجاهة. فالمهم هو القراءة، مهما كانت الكيفية، والطريقة، فهي متروكة لكل شيخ– ليس المقصود بالشيخ صاحب المال، ولكن هو صاحب العلم، خاصة إذا علمنا أن اثنين لا يشبعان: طالب علم، وطالب مال.
اقرأ كل ما تقع عليه عيناك، فالقراءة مع الوقت ستصبح بالنسبة لك أسلوب حياة. قد تستصعب الأمر ببدايته، وتشكل إرهاقاً ذهنياً، ولكن مع الوقت سترتفع لياقتك في القراءة، ومعها تتسع مداركك وستجد نفسك بحالة صحية معرفية أفضل. وعلى ذكر الصحة فحتى قراءة تركيب (مكونات قارورة المياه المعدنية) سوف تجعلك تدرك معنى كلمة صوديوم أقل.. ومن هنا ستعرف قيمة كل شيء تقرأه.

بقلم : ماجد الجبارة
copy short url   نسخ
01/12/2016
4024