+ A
A -
في هذه الأيام، يقف التاريخ منحنياً بين يدي الدوحة، يحاول أن يعبّر عن إعجابه، يتحدث بلهفة المعجب ورهبة العاشق وفصاحة المحتاج ودقّة الدائن لينطق كل ذلك بلسان الشاعر!
هذه قطر في 18 ديسمبر، عامٌ جديد ليس كسابقه، فالأيام في قطر لا تتشابه ولا تتكرر فما بالك بالسنوات إذن؟! يوم المجد بكامل أناقته وقف يودّع مجداً مضى ويستعد لمجدٍ آت، ويحمد الله على المجد الذي بينهما بتواضع العظماء.
هذه قطر، الحلم الذي كان الحديث عنه مثار استغراب وتحفظ وحتى مثار جدلٍ حاد أحياناً، لكنّه اليوم، الحلم الذي تحقق.
هذه قطر، القصة التي لم نصدّقها، فلّما اكتملت صفحاتها وقرأناها كاملة، صدّقناها ونحن غير مصدّقين!
هذه قطر، قلب العروبة النابض وروح الإسلام المتسامح وكعبة المضيوم كما يحلو لأهلها ويحلو لها.
اليوم قطر تسيطر على أسواق عالمية ويرفرف علمها فوق أهم المواقع والمعالم في العالم وتُشاهد إنجازاتها في كل قارات العالم، لترفع رأس العروبة والإسلام لأنها- رغم كل ما نالته من تقدّم- لم تتنكر لأصلها العربي ولا لجوهرها الإسلامي أبداً. بل كانت تسخّر كل هذه القوة والتقدم في خدمة الإسلام ورفعة العروبة.
بدايةً من كل الوساطات السياسية التي حقنت الدماء ودافعت عن المستضعفين في أرجاء العالم المنكوب حتى التغول التجاري في الأسواق العالمية إلى التطور الرياضي الذي توّج باستضافة كأس العالم 2022، كل هذه الإنجازات حدثت في وقت قياسي وفي ظروف قياسية وحطمت كل الأرقام القياسية، وهذا أمرٌ يستحق الاحترام والتبجيل.
اليوم تقف قطر ولسان حالها ما قال المؤسس جاسم آل ثاني- طيّب الله ثراه-:
يلومونني العذال في مطلب العلا
يقولون يسلـك بـك دروب صعايـب
ترى فيه تلف المال والجند والسلع
وجرايم سلاطيـن تـدور السبايـب
فلولا ركوب الصعب في كل شـدة
وصبـر علـى شداتهـا والكرايـب
مـا لـذ فـي الدنيـا لذيـد ومطعـم
ولا لـذ لـي فيهـا المشـارب
حفظ الله قطر وقيادتها وشعبها من كل مكروه، وأعزّها الله ما أعزّت الإسلام والمسلمين.

بقلم : صلاح العرجاني
copy short url   نسخ
16/12/2016
6271