+ A
A -
المعلقون، وقفوا على طبيعة الخطاب القصير لإعلان الانسحاب، وخاصة على حضور ضمير المتكلم الوارد بقوة في النص، ذلك أن «هولاند» استعمل صيغة «الأنا» ما يقارب 24 مرة.
البعض اعتبر أن في الأمر دليلاً على شعور هولاند الخاص بأنه وحده ربما، من سيقوى على الدفاع عن حصيلة ولاية «خماسية»، تثير النقاش والجدل يساراً ويميناً ووسطاً، وهي حصيلة لن تكون بالتأكيد حجة سياسية وانتخابية مقنعة حتى لدى أقرب المرشحين إليه.
آخرون، فضلوا المقارنة بين لعبة الجناس اللغوي الشهير (ANAPHORE) الذي استعمله «هولاند» في اللقاء التلفزي الحاسم مع «ساركوزي»، في حملة رئاسيات2012، عندما استرسل في هجوم غير متوقع في استعراض تصوره للوظيفة الرئاسية، مستعملاً جملاً قصيرة تبدأ بالعبارة التي ارتبطت به إلى الأبد: أنا رئيس الجمهورية، وبين توالي عناوين حصيلته مسنودة إلى ضمير المتكلم، كدليل على المسؤولية الشخصية، وربما كشعور باليتم الذي ستصادفه لا محالة هذه الحصيلة، وسط الرفاق قبل الخصوم.
أما عناوين الصحف، وأغلفتها، فقد فضلت تقديم «منشيطات» تاريخية لتخليد الحدث، مستغلة بالأساس كلمات وجيزة مثل «النهاية» أو «المغادرة»، أو عناوين تضمر تلاعباً بكلمات مشهورة لهولاند، مثل «أنا رئيس الجمهورية» التي تحولت إلى أنا(لست) رئيسا للجمهورية، أو مثل شعاره الأكثر إثارة للجدل: «الرئيس العادي»، والذي تحول إلى الرئيس الذي يغادر بشكل عادي.
«ما يهم ليس هو الأشخاص، بل فرنسا، التي لا أريد لها الدخول في مغامرات غير مأمونة، لذلك لابد من مخرج جماعي للمشروع التقدمي»، يقول الرئيس الاشتراكي.
المخرج الجماعي، ورغم انسحاب «هولاند» من السباق نحو خلافة نفسه في قصر الإيليزي، لايبدو سالكاً، ذلك أن ترشيحات وازنة داخل العائلة الاشتراكية، تبقى غير مقتنعة بلعبة الانتخابات التمهيدية لليسار، كما هو الحال بالنسبة لليساري المشاكس، ابن طنحة المغربية، «ميلونشون»، كما أن ترشيح «ماكرون» الظاهرة السياسية- الإعلامية الجديدة، والمستشار الاقتصادي السابق لهولاند ووزيره في الاقتصاد، من شأنه أن يشوش على اختيارات الناخبين التقليديين لليسار، خاصة الأكثر ميلا منهم للوسط.
داخل المرشحين لتمهيدات اليسار، حيث اللائحة النهائية ستحصر في منتصف دجنبر، يبدو أن السباق قد يشتد بين «فالس» المستقيل حديثاً من منصبه كوزير أول، وبين «أرنولد مونتبورغ» الوزير السابق في فريق هولاند والمستقبل على خلفية خلاف معلن حول السياسة الاقتصادية.
بالنسبة للمتتبعين العرب، من المفيد التأكيد، طبعا، على أن الدرس ليس للتقليد، ذلك أن مشاهد الانسحاب، ليست للعرض في يوميات السياسة في بلداننا.
بقلم : حسن طارق
copy short url   نسخ
16/12/2016
4141