+ A
A -
يقول الشاعر محمد أبو سنّة
«حلبٌ على مرمى سحابة
نثرت ضفائرها
وفستق دمعها
يشكو الصبابة
مالت بنا شمس الغروب...»
ليس غريباً أن تتصدر حلب مشهد الأحداث خلال الأسبوع الماضي وتكون أحداثها على رأس أحاديث العالم وأخباره العاجلة والآجلة. فأحداث حلب -والتي لا نجد لها وصفاً يليق بأسفها وألمها- كانت مثار سخط العالم وإعلان رسمي على وفاة ميثاق حقوق الإنسان وتأكيد لشلل الأمم المتحدة.
العملية واضحة الأطراف ومكشوفة الأهداف وملعونة الدوافع ومشؤومة الأدوات، وفي الحقيقة فإن كل ما يجري حلقة من مسلسل التهجير الطائفي والذي يمارس في المنطقة منذ سقوط بغداد عام 2003م وان كانت فعالياه بدأت بعد الربيع العربي، في العراق وسوريا تحديداً وبصورة أخرى في لبنان -اذا اعتبرنا اقصاء السنة عن السيطرة «الفعلية» على مجلس الوزراء نوعاً من التهجير-. ولا يخفى على أحد أن خلف هذا المشروع تقف إيران بقضّها وقضيضها وهي ترقص طربا فوق أرض أحلامها السوداء في العراق والشام ولبنان، فها هي الثورة تتصدّر ولا تصدّر، بتعاون من القطب العالمي روسيا وبتجاهل من القطب الآخر أميركا وبلا حول ولا قوة من العرب وأحياناً بتواطؤ منهم!
لا أحد يعلم ما هي ملامح الحرب السورية في الأيام القادمة ولكن الأكيد أن ما بعد حلب لن يكون كما قبلها، ويبدو أن المعركة لا تتجه إلاّ إلى الانتصار العسكري لإيران وحزب الله في المعركة، ولا أقول نظام الأسد لأن نظام الأسد سقط منذ أربعة أعوام وورثته إيران، وما جولة قاسم سليماني في شوارع حلب المدمرة إلا دليل مادي على صدق دعواي. و«لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً» [الآية الأولى من سورة الطلاق].

بقلم : صلاح العرجاني
copy short url   نسخ
23/12/2016
4531