+ A
A -
«أول الرَقص حَنجَلة» على حد تعبير المَثل الشعبي الفلسطيني. هذه هي البداية في دبلوماسية التسخين المُسّبَق للإدارة الأميركية الجديدة، بشأن الملف الفلسطيني، وقضية الصراع مع المشروع الكولونيالي الاستيطاني الصهيوني على امتداد أرض فلسطين التاريخية.
التَسخين المُسبَق يأتي مع المعلومات المُتسربة، والتي باتت شبه مؤكدة، عن تعيين الشخصية المُنحازة والبعيدة عن التوازن في مواقفها السياسية، ونعني به: اليهودي الأميركي المُتَشدّد ديفيد فريدمان، سفيراً للولايات المتحدة الأميركية في تل أبيب، وهو الذي يَمتلِك شقة فندقية في حي الأثرياء بالقدس المحتلة منذ سنواتٍ عدة.
ديفيد فريدمان، سياسي عَمِلَ لسنواتٍ طويلة محامياً للرئيس القادم إلى البيت الأبيض دونالد ترامب، وطالما تمنى أن يَكونَ أول سفير للولايات المتحدة في القدس تأكيداً على ضَمِها واعتبارها عاصمة الدولة «العبرية الإسرائيلية الصهيونية». ولم تَكن صُدفةً أن أبرز وأول المُرحبين والمهللين لقدوم هذا السياسي الأميركي المُتطرف من الطرف «الإسرائيلي»، هو زعيم حزب المستوطنين الأبرز في حكومة نتانياهو الوزير نفتالي بينيت، زعيم حزب البيت اليهودي، ومعه عُتاة اليمين وحتى في يمين الوسط، واليسار الصهيوني، في الحكومة «الإسرائيلية» وخارجها.
تعيين ديفيد فريدمان، سفيراً لواشنطن بتل ابيب، هو تعيين يُشكّل رسالة فصيحة البلاغة والتبليغ للشعب الفلسطيني وقياداته السياسية، ولعموم المنطقة العربية. هذه الرسالة الدبلوماسية الأميركية هي بمثابة ضوء أخضر لسياسات ونهج التوسع والاستيطان، والتهويد الكولونيالي «الاسرائيلي» للأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967 في الضفة الغربية والقدس ومحيطها. المعلومات تقول، كما السِجل المُتعلق بمواقفه السياسية، أن ديفيد فريدمان يَدعَم نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس المحتلة، وخلال الحملة الانتخابية للرئاسة الأميركية الأخيرة، عبر ديفيد فريدمان عن دعمه لتوسيع عمليات الاستيطان والتهويد في الضفة الغربية والقدس. وأعلن بصراحة عن عدائه ورفضه لحل الدولتين.
ديفيد فريدمان، لن يكون سفير أو رسول سلام، فهو يَحمِلُ رؤية سياسية وحتى فكرية أيديولوجية، وعقلية براغماتية مصلحجية، تؤهله ليكون أحد أسوأ الدبلوماسيين الأميركان الضالعين في ملفات القضية الفلسطينية، بل ومن أكثر المُنحازين لسياسات دولة الاحتلال، متفوقاً على الدبلوماسي اليهودي الأميركي دينس روس الذي طالما «صال وجال ومال» وانحاز، طوال سنوات التفاوض العقيمة بين الطرفين الفلسطيني و«الإسرائيلي». - (يتبع).

بقلم : علي بدوان
copy short url   نسخ
23/12/2016
3095