+ A
A -
تعيين ديفيد فريدمان، سفيراً لواشنطن بتل ابيب، هو تعيين يُشكّل رسالة فصيحة البلاغة والتبليغ للشعب الفلسطيني وقياداته السياسية، ولعموم المنطقة العربية. هذه الرسالة الدبلوماسية الأميركية هي بمثابة ضوء أخضر لسياسات ونهج التوسع والاستيطان، والتهويد الكولونيالي «الاسرائيلي» للأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967 في الضفة الغربية والقدس ومحيطها.
المعلومات تقول، كما السِجّل المُتعلق بمواقفه السياسية، أن ديفيد فريدمان يَدعم نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس المحتلة، وخلال الحملة الانتخابية للرئاسة الأميركية الأخيرة، عبر ديفيد فريدمان عن دعمه لتوسيع عمليات الاستيطان والتهويد في الضفة الغربية والقدس. وأعلن بصراحة عن عدائه ورفضه لحل الدولتين.
ديفيد فريدمان، لن يكون سفير أو رسول سلام، فهو يَحمِلُ رؤيا سياسية وحتى فكرية أيديولوجية، وعقلية براغماتية مصلحجية، تؤهله ليكون أحد أسوأ الدبلوماسيين الأميركان الضالعين في ملفات القضية الفلسطينية، بل ومن أكثر المُنحازين لسياسات دولة الاحتلال، متفوقاً على الدبلوماسي اليهودي الأميركي دينس روس الذي طالما «صال وجال ومال» وانحاز، طوال سنوات التفاوض العقيمة بين الطرفين الفلسطيني و«الإسرائيلي». فهو- أي فريدمان- يرأس الذراع الأميركي المسؤول عن تمويل مدرسة دينية يهودية في إحدى المستعمرات اليهودية المقامة بالضفة الغربية المحتلة. كما يرأس رابطة صهيونية في الولايات المتحدة ومنذ وقتٍ طويل، لدعم الاستيطان والمستوطنين وعمليات التهويد الجارية فوق الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، بل ويُجاهر بدعوته لضم تلك المستوطنات والمستعمرات لـ «إسرائيل» والاعتراف بقانونيتها، ويصف اليهود الأميركان من أعضاء الـ «إيباك» الرافضين لسياسة اليمين «الاسرائيلي» بالكابو... أي عملاء النازية..
وعليه، نحن أمام إدارة أميركية قادمة لا تَحمِلُ معها برنامجاً حقيقياً للتحرك من أجل دفع عملية التسوية في الشرق الأوسط، بل ربما ستعمل على إضاعة وتمرير الوقت، ومنح الفرص الزمنية المُتتالية لحكام «إسرائيل» من أجل مواصلة عملية التغيير الديموغرافي على الأرض لصالح زرع وتوسيع المزيد من المستعمرات، وتكريس حقائق لصالح أغلبية يهودية في القدس الكبرى ومحيطها.
القادم، لا يدعو للتفاؤل، بل يدعو الفلسطينيين لإعادة توحيد صفوفهم، وتوحيد ارادتهم، وأوراقهم، للتحرك السياسي الفعّال إلى جانب الجامعة العربية وعموم الدول العربية والإسلامية، والأصدقاء والحلفاء في العالم، للتحرك في المجتمع الدولي ومؤسساته المختلفة، لشل يد الاستيطان والتهويد، وفتح الطريق أمام عملية تسوية حقيقية على أساس الشرعية الدولية.

بقلم : علي بدوان
copy short url   نسخ
24/12/2016
3515