+ A
A -
بعد تسعة أشهرٍ من البحث والتقصّي، خلُصت الشرطة الإسرائيليةُ إلى التأكد بوجوب التحقيق مع رئيس الوزراء «بنجامين نتانياهو» حول شكوكٍ تتعلق بموضوعين اثنيْن، الأول: تلقّي هدايا من رجال أعمالٍ، والثاني: ويعتبر أكثر أهميةً- لم تتوافر بخصوصه أي معلوماتٍ كافيةٍ.
وقامت مجموعةٌ من أفراد الشرطة بزيارة مقره السكني، مساء يوم الإثنين الماضي، مدة ثلاث ساعاتٍ.. جرى ذلك كله، في وقتٍ يمضي فيه رئيس وزراء إسرائيل السابق «إيهود أولمرت» بتنفيذ عقوبةٍ في السجن تسعة عشر شهراً بتهمةٍ تتعلق بالرشوة، وتضليل العدالة.
قبيل الكشف عن عملية التحقيق هذه، كان يُنظر إلى نتانياهو في تل أبيب والعواصم المتعاطفة مع الكيان الصهيوني، على أنه الشخص الذي يسيطر على المشهد السياسي خلال ثماني سنواتٍ، كان فيها يزيح خصومه واحداً إثر آخر، بحيث تفرَّد عن كل سابقيه في البقاء على رأس السلطة التنفيذية.. لكنه، وبعد ليلة الإثنين الماضي، وبعد بدء التحقيقات معه، لم يبقَ أمامه من خصومه أحدٌ، سوى بنجامين نتانياهو نفسه، كما تقول نيويورك تايمس الأميركية.. ولا تبدو أمامه أي وسيلةٍ للنجاة، وفي حال توجيه أدلة الاتهام إليه، فإنه ليس أمامه سوى الاستقالة.
لم يكن إجراء ليلة الإثنين الماضي هو الأول بهذا الخصوص للسيد نتانياهو، وهو في السلطة، ففي ولايته الأولى أواخر العام 2009، تم التحقيق معه حول تورطه في تعيين مدَّعٍ عام كجزءٍ في صفقةٍ سياسيةٍ.. كما أنه ليس أول رئيسٍ للوزراء في الكيان الصهيوني يخضع لهذا الإجراء، فقد سبقه في ذلك كلٌّ من إيهود باراك، وأرئيل شارون، وكما تم الحكم على رئيس إسرائيل الأسبق موشي كاتساف بالسجن سبع سنواتٍ تتعلق بالاغتصاب، وأفرج عنه بعد قضائه خمساً منها.
ويرى أنصار نتانياهو أنه ضحية صراعٍ سياسيٍّ، ويحاول بعض المشرِّعين في الكنيست إصدارَ مشروع قانون، يُحرِّم التحقيقَ مع رؤساء الوزارات، إلا أن تشريعاً كهذا لن يرى النور قبيل الانتهاء من محاكمة نتانياهو، فيما لو ثبتت أدلة الاتهام ضده.
ويُذكر لنتانياهو أنه لم يَحِد عن سياسة سابقيه فيما يختص بالتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، وزاد عنهم في محيط القدس، وحقوق الفلسطينيين في العودة والتعويض ومستقبل مدينة القدس، وأفشل بادرة وزير الخارجية الأميركية جون كيري في محادثات مع الفلسطينيين تؤدي إلى حلٍّ سلميٍّ على أساس قيام دولتين متجاورتين تعيشان في أمنٍ وسلام.. وأنه أول رئيس وزراء إسرائيلي يتخذ موقفاً معارضاً للبيت الأبيض متمثلاً في إدارة الرئيس أوباما، كما أنه تلقى غزلاً سياسياً من الرئيس المنتخب دونالد ترامب، لا يعلم أحدٌ إلى أين ينتهي.

بقلم : حسن شكري فلفل
copy short url   نسخ
06/01/2017
3904