+ A
A -


»يا بنت، لا تمشين على عماك، ولا تثقين في زوجك»، «يا بنت، لا تأمنين فيه»، «يا بنت، لا تبقين له شيئا»، «يا بنت، متى ما قدرتي اطلبي منه فلوس حتى يفلّس ولا يقدر يتزوج عليك»، «يا بنت، لا تتنازلي عن كرامتك قدام زوجك»، «يا بنت، مصلحتك هي الأهم»، «يا بنت هو مجرد زوج لا أكثر»... وغيرها الكثير من العبارات السلبية والمدمرة للبيوت يتداولنها المتزوجات في حديثهن، أو يوجهنها نصيحة للمقبلات على الزواج بهدف توعيتهن من الخطر المحتمل لأزواجهن والأسوأ حين تكون تلك العبارات بمثابة نصيحة من أمّ لابنتها.
وقد يزيد انهيار بناء الزواج من جهة أخرى، نظرة الفتاة للزواج بأنه مهر، وتبضع، و«طلعات»، وزيارات، وكوشة وشهر عسل، أو وسيلة للتخلص من روتين الحياة أو التهرب من المشاكل العائلية دون تفهّم لطبيعة الزواج وقدسيته والمعاني السامية التي يحملها والمسؤوليات التي تقف على عاتقها، أو الحقوق التي حفظها لها الشرع والقانون. أو نظرة الشاب للزواج المقتصرة بفراش وذرية دون أن يمنح فرصة لزوجته أن تتنفس خارج ذلك الإطار، حاملًا في جعبته أن كل ما يقوم به الزوج هو تفضلٌّ لا واجب، وتكرّمٌ لا مسؤولية، متغاضيًا عن واجباته والتزاماته الأسرية، معتمدًا على تفكير المجتمع الذكوري متناسيًا أمر وتشريع الله عليه.
فما بالكم إذا اجتمعت نصائح «شخوص» كما ذكر المقال في الفقرة الأولى مع تفكير قاصر عن الزواج من فتاة أو شاب من نماذج الفقرة الثانية أو اجتمع كلاهما؟! النتيجة دمار أسري. خاصة أننا في عصر لسنا فيه بحاجة إلى المزايدة على موضوع فشل العلاقات الزوجية، على الرغم من الازدياد المطرد لبرامج الرعاية والتوجيه الأسري، أو الدروس التوعوية والمحاضرات والخطب وغيرها في ذات الموضوع.
بالتالي، قبل أن نصنع فخًا للمقبلين على الزواج، بنصائح ظالمة وباطلة وكاذبة، أو حقائق ناتجة من تجارب فاشلة، علينا أن نفهم أن واقع المجتمع لا يسمح بمزيد من المشاكل الأسرية، فالزواج، كرباط مقدس، تمتزج فيه المشاعر والأحاسيس والمعاني بل هو امتزاج في كل شيء، وإن فُقد هذا المفهوم والاستيعاب، يصبح مصير الزواج في تخبط وقد يصل إلى الانفصال المعنوي والنفسي أو الجسدي، فتتحول الحياة التي يُفترض أن تمتلئ بالمودة والرحمة إلى روتين رمادي بلا ملامح، ولا روح، ولا نكهة... يتبع
بقلم : زهرة بنت سعيد القايدي
copy short url   نسخ
07/01/2017
4306