+ A
A -
من نتائج عملية فادي القنبر في القدس أن المجتمع الصهيوني يعيش ونخبه اليوم صدمتين...صدمتهم من العملية التي قتل فيها أربعة جنود، وأصيب خمسة عشر... وصدمتهم بجنودهم الذين فروا بأنفسهم دون أن يفكروا في إطلاق النار على الفدائي سائق الشاحنة، وتركوه يمعن في زملائهم قتلاً، ودهسا حتى قام بهذا العمل أحد المواطنين المتواجدين في مكان الحادث.
بمعنى آخر أنهم لا يعلمون على من يندبون على من قُتل أم على من بقى حياً.
عبر عن هذه الصدمة الكاتب المتطرف حاييم شاين في مقال نشر له تعليقاً على هذا الحادث بقوله:(أكتب هذه السطور وقلبي يقطر دماً، وكضابط احتياط أصيب بإعاقة خلال خدمته العسكرية اشعر بالخجل لما شاهدته عيناي)...لا شك أن ما حدث كان مصدر احباط، وخيبة أمل كبيرة خاصة لأولئك الذين يقودون الحلم الصهيوني للبقاء في فلسطين والتمدد إلى ما حولها، المتتبع للمشهد الاسرائيلي اليوم يرى مدى تنامي التيار الديني المتطرف هناك، وإمساكه بمفاصل الدولة وأساساتها، وتحكمه في الكثير من الوزارات، والمواقع المهمة، مع العمل على ترسيخ الأصولية الدينية هناك، والتأكيد على خزعبلاتهم، وأساطيرهم التي بموجبها منحوا لأنفسهم الحق في احتلال فلسطين، والاستمرار في ذلك، ولكي تبقى هذه الدوافع وإن كانت خرافية، متطرفة راسخةً في عقيدة مجتمع عسكري يحتاج إلى هذه العقيدة كي يستمر عسكرياً... مقاتلاً لتبقى دولة اسرائيل. لكنه في الحقيقة مجتمع هش يعاني فجوة كبيرة بين الحاضر الذي يعيشه، والماضي الذي قامت عليه دولة اسرائيل، مجتمعٌ غارقٌ في الفساد، والعنصرية، والاختلافات العرقية، والثقافية...مجتمع بلا هوية حقيقيّة حتى الآن...ولنا أن نتصور كيف يبدو الشباب في مجتمع كهذا..الذين هم المكون الأكبر لجيش اسرائيل.
ما نريد أن نقوله في المحصلة ان دولة اسرائيل في عمقها دولة هشة، وجيشها قوامه هش بلا عقيدة ولا هوية، وما عملية القدس إلا شاهد حي يفصل بين حقيقة الإنسان الإسرائيلي الهش، وحقيقة الإنسان الفلسطيني صاحب الحق الشجاع الذي لا يردعه القتل،والتنكيل، وما استمرار هذا الاحتلال إلا بسبب الأذرع الصهيونية القوية الممتدة في العالم، ومن يؤيدها سواء لأسباب عقائدية أو لأسباب مادية، طبعاً مع الخذلان والخيانات المستمرة لقضية فلسطين بالداخل، والخارج، ولولا ذلك لهزم الصهاينة منذ بعيد أمامنا نحن اصحاب العقيدة العظيمة، والنفوس الأبية، والحق البين.

بقلم : مها محمد
copy short url   نسخ
10/01/2017
4595