+ A
A -
هـناك من الأبناء من يؤيد السكن مع زوجته في بيت أبيه، وهـناك من يعارض ذلك، في عـدد الأسبوع الماضي تناولنا الـرأي المؤيد، واليوم نتناول الـرأي المعارض:
من حق الـزوجة أن تستـقـل بذاتها وبيتها تـنظمه وترتب أموره وتديره كما ترغـب، كما أنه في كثير من الأحيان يكون إنقاذا من الانفصال لخلافات تنشأ وتستفحل بين الزوجة وأهل الزوج، لذا فإنه من الأفضل أن يسكن الابن بمفرده تجنبا للمشاكل التي لا شك ستقع بينهما.
فـيما مضى من أعـوام.. حين كان الابن يسكن مع والديه وإخوته، كانوا متحابين متعاونين يحتملون بعـضهم البعـض، بينهم مودة ورحمة، الصغـير يحترم الكبير والكبير لا يبخل عـلى أحد من إخوته الصغار بشيء من حنانه وعـطفه، وجلوسهم جميعا عـلى سفرة الطعام كان من أجمل الأوقات وأمتعها بالنسبة لهم، أما في زماننا هذا فكل شيء تقـريبا قـد تغـير، لا يجتمعـون إلا في الأسبوع مرة من جمعة إلى جمعة، الظروف والأوضاع اختلفـت ونفـسية الإنسان تغـيرت.
أما إذا استقـل الولد في بيت منفصل أعـتـقـد أن الأمور بينهم ستكون أفضل، والمودة والمحبة بينهم سوف تستمر، وكل واحد منهم سيدير شؤونه عـلى حسب ما يتمنى ويشتهي.
من الأفضل كما يعـتقـد فـئة كبيرة من الناس أن المشاكل الزوجية يجب أن تكون بمنأى عـن تدخلات الأب أو الأم أو أي فـرد من أفـراد الأسرة، لذا.. لا يحبذ البعـض أن يسكن الابـن مع أهله عـلى الإطلاق فإذا انفـرد الزوجان بمشاكلهما يكون الحل لهذه المشكلة أو تلك أسهل وأيسر، والخلافات الـزوجية لا تخلو من أي بيت، وإذا تدخل فـيها الأب أو الأم أو الأخ أو الأخت أو أن تتدخل فـيها أطراف خارجـية بالتأكيد سوف تتفاقم وتزداد تعقيدا ويصعـب حلها وقد تصل بهم الأمور إلى درجة «اللاعـودة «بعـد أن يكون الفأس قـد جاء في الـرأس ولا يجـد الـزوجان من بديل عـن «فـك الارتباط «إلاً باللجوء إلى أبغـض الحلال عـند الله، أما في حال عـدم الـتدخل في المشكلة وبقيت بين الزوجين طـرفي النزاع دون أي تدخل من الأسرة أو تدخل خارجي كما يفعـل سيء الذكر العـم سام في المشاكل الـتي تنشأ بين مختلف دول العالم، الذي يجعـل من نار الخلافات تـزداد اشتعالا بدلا من إطفاء نارها، هـذا إن لم يكن هـو السبب فـيه، كما هـو الآن في بعـض الدول العـربية، أما إذا بقيت بين الزوجين كما أسلفـنا سيجدان لها حلا إن عاجلا أم آجلا.
لا خلاف عـلى أن تكالـيف الزواج لـيست كما كانت في السنوات الماضية، بل ارتفعـت إلى درجة أصبحت عائقا أمام من يبحث عـن الاستقرار في حياته بتكملة نصف دينه وتكوين أسرة، ومن هـذا المنطلق لا بأس أن يسكن الابن في بيت الأسرة لفـترة مؤقـتة إلى أن يتمكن من أن يكوّن نفسه، وبعـد أن تتغـير ظروف الابن المادية إلى الأحسن بطبيعة الحال من الأفـضل له أن يستـقـل في السكن عـن بيت والده، لأن استقلال الابن في السكن فـيه راحة له ولزوجته وهـذا أفضل لهما لأن السواد الأعـظم من الزوجات يردن أن يسكن في بيت منفصل، لأن الزوجة تريد أن تكون هي سيدة البيت وليس امرأة أخـرى.
والآن وبعـد أن بينا الرأي المؤيد لسكن الابن مع والديه والرأي المعارض، أنت وأنت ِ.. من منكما يؤيد سكن الابن مع والديه بعـد زواجه ومن منكما يعارض ذلك ويرى أنه من الأفضل أن يترك والديه ويسكن في بيت منفصل.؟!

بقلم : سلطان بن محمد
copy short url   نسخ
11/01/2017
3632