+ A
A -
يحتفظ الرؤساء الأميركيون في كلمات الوداع التي يخاطبون بها مواطنيهم، بالمعنى واللهجة ذاتهما اللذين خاطبوهم بهما أثناء حملاتهم الانتخابية..
ويوم الثلاثاء الماضي، كرر الرئيس «باراك أوباما» رسالته فيما سمّاه «الأمل والتغيير» كترياقٍ لعالمٍ يسوده الاضطراب وعدم الاستقرار، وحث مناصريه على الالتفاف وراء الرئيس المنتخب «دونالد ترمب»، لكنه رسم ملامح جديدة للتهديدات التي تواجهها الديمقراطية.
ومن مقره الانتخابي في شيكاغو،أعرب أوباما صراحةً عن مخاوفه من المخاطر بسبب عدم المساواة الاقتصادية،والاختلاف، والحاجة لما وصفه بحدٍّ أدنى من المفهوم للحقائق في الحوار الشعبي، ودأب في خطاب الوداع هذا على التوكيد على أهمية الحفاظ على الديمقراطية.
وربط مراقبون بين خطاب أوباما، وخطابات الوداع لرؤساء سابقين، بينهم جورج واشنطون، ودوايت أيزنهاور، الذي حذّر من تنامي الصناعات العسكرية، كما أشاروا إلى استيعاب أوباما مشاعرَ مؤيديه، تجاه وعود وتحذيرات الرئيس المنتخب «دونالد ترمب» فيما يختص بالهجرة إلى الولايات المتحدة والمسلمين هناك....وحاول أوباما التقليل من مخاوفهم، مشيراً إلى أن انتقال السلطة يعكس صورة مجتمعٍ حديثٍ متحضر.
وتطرق إلى الحديث عن الشؤون الداخلية مطالباً بحلولٍ مقبولةٍ، تضمن الحفاظ على الخدمات في قطاعي التربية، والأطفال و، الدخول عبر الاتحادات العامة..
ولا تعليق لدينا على هذا الأمر الذي نعتبره شأناً داخلياً بحتاً، يلتزم به الرؤساء الأميركيون، بناءً على برامجهم، ووعودهم الانتخابية، وتقديمهم كشوف حسابٍ بما أنجزوه،، وما يتمنون الاستمرار في إنجازه في العهود اللاحقة، دون أن يحيدوا عن النهج الديمقراطي الذي ضمنه الدستور والعرف السائد، بحكم تعاقب الإدارات، ونفوذ مراكز صنع القرار، والتأثير الشخصي لرؤساء عرفهم البيت الأبيض..لكننا نشير إلى ما يخص مجتمعاتنا وقضايانا. وفي هذا الخصوص نقول: إن إدارة أوباما شهدت أسوأ نكسةٍ عرفها الوطن العربي الكبير، فيما سمِّي بـ«الربيع العربي»..كما أن قضية العرب الأولى، بقيت تراوح مكانها، إن لم تكن مضت في الطريق المعاكس،حيث التوسّع الاستيطاني، في أراضي الضفة الغربية وحول القدس، والجهر بتجاهل حقوق الفلسطينيين فيما توافقت عليه إرادة المجتمع الدولي.

بقلم : حسن شكري فلفل
copy short url   نسخ
13/01/2017
3880