+ A
A -
بعد تنصيب دونالد ترامب رئيساً جديداً للولايات المتحدة في مبنى «الكابيول هيل» بواشنطن، علت أصوات التشدد والتحدي في تل أبيب..
فهذا وزير الحرب الصهيوني أفيغدور ليبرمان يهدد في مؤتمرٍ لمعهد دراسات الأمن القومي يوم الثلاثاء الماضي باستخدامٍ مفرطٍ للقوة العسكرية الصهيونية، في أية مجابهةٍ محتملةٍ في قطاع غزة، أو لبنان، غير مستبعدٍ إعادة احتلال أجزاء من القطاع، إذا اقتضت الضرورة حسب قوله.
وتطرّق ليبرمان إلى الجهود السياسية الدولية المبذولة لإيجاد حلٍّ سلميٍّ للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، شاجباً ما وصفه بالتدخل الأوروبي، وواصفاً الجهود بأنها غير بنّاءة.
وحول قرار تل أبيب بناء ألفين وخمسمائة وحدةٍ سكنيةٍ جديدةٍ في أراضي الضفة الغربية، أكد ليبرمان أنه لا جديد في هذا القرار.
وكانت لجنة التخطيط والبناء الإسرائيلية قد أقرت يوم الأحد الماضي بناء خمسمائةٍ وستٍّ وستين وحدةً استيطانيةً خلف ما يسمى بالخط الأخضر،أي حدود ما قبل حرب يونيو العام 1967،إضافةً إلى مائةٍ وخمس وحداتٍ أخرى في القدس الشرقية.
أما رئيس الوزراء «بنيامين نتانياهو»، فقد أكد بوضوحٍ أنه ينوي إزالة كل العراقيل والعقبات السياسية حول الاستيطان الصهيوني في القدس الشرقية، كما أنه سوف يعزز من هذه السياسة في اراضي الضفة الغربية.
واكتفت السلطة الوطنية الفلسطينية بشجب هذه الخطط التي قال السيد نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس محمود عباس، إنها تشكّل تحدّياً واضحاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334، داعياً إلى انعقاد المجلس واتخاذ قرارٍ عاجلٍ بهذا الخصوص.
ولاحظ مراقبون أن هذا التحرك الاستيطاني السريع جاء في أعقاب تنصيب الرئيس ترامب مباشرةً، ما يعني تشجّع حكومة نتانياهو، واستغلالها تصريحاته إبان حملته الانتخابية التي فُسّرت بأنها احتضانٌ للسياسات الإسرائيلية فيما يختص بالصراع الفلسطيني- الصهيوني.
ولا نرى في هذا التوجّه الصهيوني، إلا أنه إضافةٌ جديدةٌ في العراقيل التي توضع أمام ما تسمى بعملية السلام، بين الفلسطينيين، وإسرائيل، كما أنه إجراءٌ غير مسبوقٍ في تاريخ العلائق بين تل أبيب وواشنطن،إذ جرت العادة على التمهّل في اتخاذ قراراتٍ تحرج الإدارة الأميركية، سيما، وأن اللقاء الأول بين نتانياهو وترامب سيعقد الشهر القادم، ولكن نتانياهو سبق اللقاء بالإجراءات الأخيرة، التي وصفت بأنها «رجع الصدى» لتصريحات ترامب إبّان حملته الانتخابية.

بقلم : حسن شكري فلفل
copy short url   نسخ
27/01/2017
4309