+ A
A -
اعترف انني من هواة الدخول إلى المواقع الاخبارية الاجنبية التي تتناول موضوع اسرائيل بشكل غير محايد أو تلك التي تسمح للمعلقين بالاساءة للعرب والفلسطينيين واعترف ايضا انني افعل ذلك لهدف واحد فقط هو إثارة غيظ هؤلاء بعد ان ادركت منذ وقت مبكر جدا بان محاولة اقناعهم بعدالة القضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية هو اشبه بالحرث في البحر لان معظمهم صهاينة يعملون بدوام كامل في مهنة يمكن تسميتها بفن ازهاق الحق واظهار الباطل.

هم يجيدون ذلك حقا، ويعملون بتنظيم يحسدون عليه، وتشعر وانت تحاورهم انهم جميعا قد تتلمذوا على يد نفس الاستاذ، فاذا حدثتهم عن حق الفلسطينيين في بلادهم قفزوا إلى مهاجمة الدين الإسلامي واذا اتهمتهم بالوحشية ردوا باتهامهم العرب بالتخلف والإرهاب، وهكذا تجد نفسك تدور معهم في حلقات مفرغة دون الوصول إلى نتيجة لان الوصول إلى نتيجة هو آخر هدف يسعون اليه.

بالامس وعلى موقع اخباري بريطاني وجدت مئات التعليقات التي تمتدح قرار الجيش الاسرائيلي بتبرئة ساحة جندي اسرائيلي قتل طفلا فلسطينيا خلال رميه الحجارة على جيب عسكري اسرئيلي، بزعم انه لم يقصد قتل الطفل بل «تحييده» رغم ان شريطا سربته منظمة بتسليم المناهضة للاستيطان اظهر الجندي وهو يلاحق الطفل ويركض خلفه قبل ان يطلق النار عليه ويرديه قتيلا.

المشكلة ان المعلقين وهم في غالبهم اما اسرائيليون أو يهود بريطانيون كما اعتقد نجحوا في اظهار الامر بوصفه انتصارا للعدالة ضد الإرهاب، ولوحوا بفزاعة داعش والتطرف الإسلامي والإرهاب وتفجيرات بروكسل في وجه كل من أبدى استغرابه أو «قلقه».

وقبلها حدث الأمر نفسه مع فيديو إعدام الشاب الفلسطيني عبد الفتاح الشريف برصاصة في الرأس بينما كان ملقى على الارض غارقا بدمائه، حيث صور «اعضاء اللجان الالكترونية الاسرائيلية» وهم بالمئات ان لم يكن بالآلاف الأمر بوصفه رد فعل طبيعيا من جندي غاضب على طعن زميله، رغم ان المفترض ان الجندي ينتمي إلى جيش يقدم نفسه بانه منظم ومنضبط وبأنه يحمي دولة ديمقراطية تحيط بها دول فوضوية وشريرة!

المهم انني قلت «الكلمتين» اللتين كانتا تعتملان في صدري ورحلت بعد ان اكتشفت ان العرب والمسلمين لم يعد يستهويهم الدفاع عن قضاياهم المصيرية فساحات نضالهم الالكتروني اختلفت اليوم والعدو اختلف ايضا، بعد ان بات اختيار العدو يتم على أسس قبلية ومناطقية ودينية.



بقلم : لؤي قدومي

copy short url   نسخ
13/04/2016
2160