+ A
A -
استكمالا ًلما نشر في عـدد الأسبوع الماضي عـن احتفال الدولة بيومها الرياضي وأهمية الرياضة في حياتنا اليومية.
إن الرياضة هي التّعـبير عـن الحياة والنّشاط والحيوية، فالإنسان الذي يمارس الريّاضة في حياته هو الإنسان الأقـدر عـلى التّعـبير عـن روح الحياة التي تتّسم بالحركة والديناميكيّة، بل إن الإنسان بممارسته للرياضة يحقق مقاصد الحياة وأهدافها التي تتطلّب بذل الجهد والنّشاط.
وبسبب عـدم ممارسة الرياضة يصاب الكثير من الناس بأمراض مختلفة ومشاكل صحية عـدًة، منها عـلى سبيل المثال البدانة، والتي تقترن دائما في أذهاننا بعادة الإفـراط في تناول الطعام، فالعادات الغـذائية السيئة وبشكل خاص الوجـبات السريعة تجلب بصفة تلقائية الإصابة بالـبدانة.. والجدير بالذكـر أن البدانة دخلته أمراض متعـددة منها: داء السكـري وأمراض القلب وتصلب الشرايين وآلام المفاصل وارتفاع ضغـط الدم وغـيرها.. بعـد أن كـنا نكـتفي بالإشارة لها عـلى أنها مجـرد زيادة في الـوزن يمكن إزالتها عـن طريق كبح جماح شهـية شرهة أو منفـتحة لما لـذ وطاب للنفس من نعـيم وخيرات رب العالمين عـز وجل..
ومن الطـريف أن مخاطر البدانة لا تقل أهـمية عـن تلك الأمراض التي تم ذكـرها آنفا ً، فهي - أي البدانة- تتساوى بهـذه الأمراض من حيث حجم المعاناة وأبعاد الخطر الداهم بالنسبة لصحة الإنسان أو هكذا تؤكد الدراسات العلمية الحديثة.. وقـد تحـدث البدانة نتيجة الملل والاسترخاء والجلوس الدائم وانعـدام ممارسة الرياضة الأمر الذي يؤدي بدوره للترهل وزيادة الوزن، ولعلنا نعلم أيضا أن البدانة يمكن أن تحدث بسبب حدوث اضطرابات معـينة في هـرمونات الجسم وليس بالضرورة كنتيجة للإفـراط في تناول الطعام.. فقد تجتهد لإنقاص وزنك فـتتوخى الاعـتدال في تناول الطعام في الوقـت الذي لا تكـف فـيه مؤشرات الميزان عـن الصعـود، وهـنا قـد تصاب بالحيرة والقلق، الأمر الذي قـد يدفع بك لحافة الانهـيار النفسي، وما يمكن أن ينطوي عـليه من مشاكل صحية خطيرة..
إذن.. ما هـو سر البدانة في مثل هـذه الحالات..؟ عادة ما تعالج البدانة عـلى الصعـيد الفسيولوجي البحت والمتعـلق بالجانب العـضوي المحض للجسم، وذلك عـلى اعـتبار التسليم بحقيقة كونها عـرضا عـضويا ً بصفة أساسية..
ولكن البدانة وطبقا ً للدراسات العـلمية الحديثة قـد اكتسبت بُعـدا ً نفسيا عـلى الصعـيد النفسي الذي لم يكن معـروفا ً من قـبل.
ويتخلص ذلك في حقيقة أن الاضطرابات النفسية بصورة عامة تُعـد عاملا ً أساسيا ً في الإصابة بالبدانة، وتلك حقيقة عـلمية تغـفلها المرأة بصورة خاصة والرجل بصفة عامة مكتفية - المرأة- بالصوم عـن الطعام..
لذا.. ينصح الأطباء بضرورة تجنب القلق النفسي والتوتر، وتدريب النفس عـلى تحمل هـذه الاضطرابات دون التأثر بها، أو السماح بتمكـنها من حياتنا..
فـلنسلم بها عـلى أنها جـزء مكمل للجانب الآخـر للحياة، لتكتمل الصورة العامة لها بكلا الوجهين.. القاتم والمشرق معا ً..
ويبدو أن علاج الأمراض يبدأ أولا ً وقـبل كل شيء من واقع قـدراتنا عـلى سبر أغـوار انفـسنا.. وفهم ما يجول بداخلها وذلك قـبل أن نهـرع لعـيادة الطبيب طلبا للإغاثة والمساعـدة في اجراء عـملية جـراحية لتصغـير المعـدة، أو ربط المعـدة، أو قـص المعـدة، أو تحويل المعـدة أو عـملية الحلقة للتخلص من السمنة الـزائدة ودفع عـشرات الألوف من الريالات.. وقـد تـنجح العـملية والعكس صحيح أيضا، ويكـون لها مضاعـفات خطيرة..
ولم كل هـذه المعاناة إذا كنا نستطيع بالفعل علاج مواطن العـلة أو ربما تجنبها بأنفسنا..؟ إن البدانة أو السُمنة هي في حقـيقـتها ليست سوى مجموعة أمراض يحملها صاحبها في جسده، وعـلى قـولة القائل: مهب كل مِـتن عافـية.!

بقلم : سلطان بن محمد
copy short url   نسخ
22/02/2017
3790