+ A
A -
سجلت المسؤولة الأممية السابقة ريما خلف نقطة هامة في صالح القضية الفلسطينية عندما قررت تقديم استقالتها من منصبها كمديرة تنفيذية للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا) في أعقاب الفضيحة المدوية المتمثلة في موافقة الأمين العام للأمم المتحدة «ضمنيا» على الاستمرار في عمل الهيئة الدولية كراقصة متعرية لصالح إدارة ترامب المتطرفة وحكومة نتانياهو، عبر ممارسته ضغوطا لسحب تقرير دولي يتهم إسرائيل بممارسة اضطهاد للشعب الفلسطيني يرقى إلى نظام الفصل العنصري.
«البوتيم لاين» أو الخلاصة التي خرج بها الجميع من هذا الفعل «الفاضح» هو أن حقوق الإنسان هي مجرد وحش وهمي، يتم إخراجه لدول وجهات بعينها لابتزازها ودفعها لتقديم تنازلات، فيما يتحول هذا الوحش إلى فتاة ليل ترتمي في أحضان القاتل عندما يكون قريبا من قلب صانع القرار في واشنطن وبعض عواصم الغرب الأخرى، وهل ثمة ما هو أكثر قربا من إسرائيل؟!
وفقا للأمين العام لـ «منظمة الامم المتجبرة» فإن نظام الفصل العنصري لا ينطبق على ما يمارس ضد الفلسطينيين، ليس لأن إسرائيل دولة عدل وتسامح، بل لأن العرب المسلمين القاطنين في الكنتونات المحاصرة في الضفة الغربية وقطاع غزة أقل من أن يحصلوا على تعاطف أممي عادل، لا يسمن على أرض الواقع ولا يغني من جوع.
خلاصة القول أيضا أن تسلط مجموعة من خليط غير متجانس من أجناس الأرض كافة يربطهم رابط ديني عنصري ضد الفلسطينيين عبر طردهم وقتلهم وسرقة أرضهم لا يعتبر جريمة وفق «القانون الدولي» لان المتسلط يهودي والمتسلط عليه مسلم.. هكذا ببساطة تتم كافة الحسابات.
أمس دخلت في جدال مع مجموعة من اليهود الذين كانوا يغردون حول هذا «النصر المظفر» عبر موقع تويتر فكانت الخلاصة أن الفلسطينيين محظوظون لأن الإسرائيليين لم يفعلوا فيهم كما فعلت داعش في العراقيين والسوريين، وإنهم- أي الفلسطينيين- يجب أن يقبلوا أيديهم لأن إسرائيل تقبل أن يقيموا على أجزاء من أرضها التاريخية.
ووفقا لمنطقهم فإنك عندما تقيم فوق أرض ليست لك لا يمكنك أن تشترط على المضيف كيفية تعامله معك، وهذا حسب البروباغندا التي كانوا يروجون لها يعكس قمة التسامح التي تمارس في «الديمقراطية الوحيدة في المنطقة».
من كان يعتقد أن «الأمميين» لا يعتنقون الفكر ذاته فإنه يعاني حتما من خلل في عقله!
بقلم : لؤي قدومي
copy short url   نسخ
22/03/2017
4273