+ A
A -
• إنَّ الجامعات العربية والغربية تُلبي متطلبات سوق العمل، الذي لا يسعى في زماننا إلى توظيف من يصولُ في القوافي والفيافي، ألم أمل، بحثًا عن العلم، ولا أستثني أحدًا إلا من رحم ربي، فقاعدة التعميم فاسدة.
إنَّ من تداعيات التطور أن أصبح كل شيء سريعًا وسهلًا، ومن مظاهر ذلك خلق الإعلام بكل سهولة لمسمياتٍ كبيرة فارغة مثل: (عالم، مفكر، أعجوبة، خارق...إلخ)، والتي يبتلعها الجمهور في المقابل بكل سهولةٍ وعافية!
أصبح الأمر ترفًا غير مطلوب، ومجدًا سهل الوصول، قال الحبيب المصطفى- صلى اللهُ عليهِ وسلَّم: «إنَّكم اليومَ في زمانٍ كثيرٌ علماؤه، قليلٌ خطباؤه، من ترك عُشْر ما يعرف فقد هوى، ويأتي من بعد، زمانٌ كثيرٌ خطباؤه، قليلٌ علماؤه، من استمسك بعشر ما يعرف فقد نجا».
• إنَّهُ مهما عَظُم التشريع الديني في تكريمِهِ وحِفظه لحقوق المرأة؛ فإنَّهُ يبقى عاجزًا إن لم تُحاول المرأة أن تكُونَ رقمًا منافسًا في معادلةِ الحياةِ العَريضة على اختلافِ وجوهِهَا، لتُساهم يدًا بيد بجانب شقيقِها الرجل في بناء المجتمع الإسلامي في كل مكان.
يَقولُ ابن رُشد: (إنَّ حالتنا الاجتماعية تتطلب ألا نَطيح بكُل ما يَعودُ علينا بمنافع المرأة؛ فهيَ في الظاهِر صالحَة للحمل والحضانَة فقط، وما ذلِكَ إلا لأنَّ حالة العُبودية التي أنشأنا عليها نِساءنا أتلفَت مواهبهُنَّ العَظيمة وقضَت على مواهبهُنَّ العقلية، فحياةُ النِساء تَنقضي كما تَنقضي حياة البنات؛ فَهُنَّ عالةٌ على أزواجهِنّ وهذا كان سببًا فِي شقاءِ العالَم).
• المستضعفون في زماننا كثرة والطواغيت قلة، وهذا ملاحظ وخارج دائرة الخلاف. لكن.. من ذا الذي يُخضع الكثرة للقلة؟ لاحظ في محيطك، في أي بيئةٍ يحتويها نمط القوة والانهزام معًا، ستجد أنَّ سلوك الانهزاميين في من حولك، لا يخرجُ عن: ضعفِ أرواحهم، قلة نخوتهم، والأهم تنازلهم عن كرامتهم.. مهما كانت درجة هذا التنازل، وفي المقابل تُمارس القوة السلطوية طرديًا كلما زادت- قلت: درجة التراخي وكُممت الأفواه، وقيل: هذا ليس لي!
• وما أنا؛ إلا مسافرةٌ في مجاهل الأرض وفَلواتها، تقطعُني الحوادث المطَّرِدَة، وكلما مضيت في درب الحياة أكثر؛ زادت غُربتي عني وعن العالمين أكثر! أُلملمُني كلما استطعت، وأُفرِطُ مني في حين غرّة، أجتمع لأفترق وأفترق لأجتمع، وكل ذلك بما شاء الله لي أن يكون، وأمضي لصورة خيالية؛ سميتها حُلمًا وتمنيا ورجاء، زرعتها في وسط دعواتي المرسلة للإله الواحد الأحد، ومضيتُ ومضيت إلى حيثُ لا أدري، من وصفي المضمَرِ الناطق إلى تمثيلِهِ الخارج الصادق.. واللهُ معي وبهِ أستعين.
• كُلنا بخير ما دمنا نتحلق حول جادة الخير، نبحث عن الصراط المستقيم، نهتدي إليه أحيانًا وأياما نضل، ولكننا نظلُ نستجدي السماء ومن يحبها أن يرمينا في درب الاستقامة من جديد.
• أؤمن أنَّ الصمت سرقَ مني كل عزيز؛ كلُ صمتٍ في الحياة دُجج بألف سؤال وسؤال وانتهت بعده الكثير من السعادة في غموضٍ وجَلال! من يدري! رُبما فاصلة الصمت هذه تأتِي كمؤامرة كونية علينا لتنحينا عن فيضٍ وافرٍ ربما يتحول لسيل عارم يقصينا عن جمال البدايات.. لست أذكر الآن كم بداية جميلة استمرت في ألقها إلى منتهاها وكم بداية كانت من حُطام انتهت إلى علياء شيء جميل.. كل ما أعرفه أنَّ الصمت يدفن كل شيء، معه يأخذ القدر موقفًا عنيفًا فيسحب وجوها ويزُج بوجوه جديدة في دفتر الحياة.. واليوم أقول كما لم أقل بالأمس.. أهلًا بكل شيء!
بقلم : خولة مرتضوي
copy short url   نسخ
31/03/2017
3485