+ A
A -
البداية:
»التمسك بمن ينشغل عنك يؤخر رحيله ولا يمنعه»
متن:
ما كانت تعلم خفايا الغد وملامحه،
كانت تكتفي بتعليق أمنياتها على مرآتها،
تُضيء مخيلتها قناديل المساء وتحلم بحياتها الجديدة فكان الواقع مختلف.. لكنها تقبلته.
تعود من عملها مرهقة لتُسرع بتحضير غدائه الذي يحب، تفرش السفرة..
تُجهّز الصحون
وتترقب،
تطول ساعات الانتظار فيبرد ما طهته
كما بردت مشاعرها.
وتبدأ بترتيب كلمات التوبيخ والتأنيب علّها تُحيي مشاعر ذلك الغائب الذي لا يهتم.
بخطى متثاقلة وعذر بارد؛ يعود بعد أن تناول الغداء مع أصحابه وطالت بهم أحاديث اللهو لأطراف المساء.. استفسرت عن السبب الذي لا يجعله يخبرها حتى لا يضيع يومها بين ترقبٍ وانتظار.
فتأتي الإجابة بتلويحه بيده وعبوس ملامحه المتعبة..
تصرخ في وجهه فيغلق باب الغرفة ورائه، يخلد للنوم وهي تُحدّق بالسقف وينتهي اليوم.
يبدأ الصباح بصمت،
تلبي واجب وظيفتها كزوجة بتجهيز ملابسه وعطره..
يشكرها على عجل ويمضي كل منهم لعالمه الخاص الذي لا يتشارك فيه مع الآخر.
ويبقى السؤال:
لماذا أصبح هذا السيناريو يتكرر بالعلاقات الزوجية؟
ماذا حدث؟
ماذا تغير؟
أين قصص الحب والعشق التي نعيشها بالقصص والحكايا؟
الحياة الزوجية ليست وظيفة
بل هي مشاركة بالعاطفة والتفكير
ولا تقوم على التهميش بل أساسها تبادل الاهتمامات واحتواء الآخر.. ألم يقل سبحانه:
»ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها»
فكيف تمضي الحياة بتلك الرتابة المملة، كل شخص منفصل عن الآخر عاطفيًا وفكريًا والأغرب هو استمرار العلاقة فقط من أجل المظهر الاجتماعي دون مضمون!
هي تخشى الطلاق لأنها تعلم أن هذا المجتمع المريض سيمزق عفّتها وجمالها وسيطمس أنوثتها ويحملها مالا طاقة لها به.
وهو يعلم أن زواج آخر يعني مصاريف إضافية ومهر جديد وتجربة مجهولة قد لا تختلف عن الأولى فيستمر بلامبالاته وبذخ مشاعره على البديل الآخر فيفرغ به عاطفته ولذته الحيوانية متجاهلًا تلك التي قتلتها دقائق الانتظار في غيابه.. ولا يهتم.
تسير حياتهم بخريف العمر.. لا صيف موادع ولا شتاء مقبل والليل طويل.. وتستمر الحياة على هذا الملل.
لو كان كل منهم يعلم أن قفصهم الذهبي سينقلب سجنًا لما أقدم على هذه التجربة.
والنظرة الشرعية قبل الزواج آن أوانها وعلينا تجاوز غباء عاداتنا وتقاليدنا بالخجل منها فلم يُشرّعها النبي إلا لخيرٍ لا نعلمه ولكننا نلمسه.
»وإذا نظرتها أسرتك»
نظرة وحديث لدقائق لربما تكفيك شر تجربة تعدم عاطفة وحياة الآخر.
ولكن كيف ذلك في مجتمع يقدس العيب على الحرام؟!
البيوت أصبحت كئيبة وأسدلت العتمة ستائرها على نوافذهم فما عادوا يُبصرون الأمل ويبقى السؤال.. إلى متى؟!
برواز وصورة وألوان:
البرواز الأنيق الذي يُغلّف لوحة باهتة يفقد قيمته
والألوان القديمة لا تعكس جمال الحياة..
في مكتب المحاماة أكثر المشاكل التي تصلني مثيلات تلك الحالة، والحلول معدومة ولا بدائل.
لكن صدقًا.. لا أعرف سببًا يجعل من يعاني التهميش يستمر بذلك.
وضع النهاية بعد محاولات إنعاش مشاعر الميت أفضل..
رغم ويلات القرار وجحيمه لكنه أرحم من العيش بنصف جسد مع شخص لا يرى ولا يسمع.
ولا بأس.. فالحياة لا تقف على أحد وما من راحلٍ يمضي إلا وذاك قادمٌ يملأ فراغه وهذه سنة الحياة.
قاموس ومشاعر:
كل أرق:
خلفه حنين أو شوق دفين.. أو ربما انتظار غائب وأنت تعلم أنه لن يعود.
وكل انتظار:
يبدأ بترقّب.. لينتهي بـ فرح غامر.. أو حزن غائر.
إضاءة:
»لا تسأل الغائبين عن أسبابهم فلا مبررات للغياب ولا عذر»
آخر السطر:
قبل لا تطلبها مثل اليسا يافهيد.. شيل كرشك وصير توم كروز.

بقلم : دويع العجمي
copy short url   نسخ
03/04/2017
4640