+ A
A -
يبدوأن هناك توجهاً غير معلن لتحديد النسل بات ينتشر بين جيل المتزوجين حديثاً حتى أن البعض لا يرغب في إنجاب أكثر من طفلين والأسباب عديدة كما نعتقد.
قد يكون منها ما هوصادم فالتطور، والرفاهية التي حصلنا عليها مع تعقد أساليب الحياة، وبروز متطلبات جديدة 99 % منها كماليات لم تكن متداولة في السابق من الأسباب المهمة التي شكلت هذا التوجه.... هذا الأمر نراه بشكل أوضح، وأعمق في الغرب، والدول الأكثر تطوراً كاليابان للدرجة التي تنذر بالخطر مع تناقص عدد المواليد هناك، بينما في الدول الفقيرة، والمتخلفة مازال هذا المعدل عالياً. من الأسباب أيضاً استقلال الأسر وتوسع المعيشة، وتفرقهم في بيوت متعددة حيث لا تجد الأم العاملة غالباً من يساعدها في تربية الأبناء مع عمل المرأة، ومعوقات التنقل وبُعد السكن سوى المربية الأجنبية التي لا تستطيع أن تأمنها على اطفالها كالجدة، والعمة، أو غيرهن من القريبات اللاتي كن يجتمعن في منزل واحد يتشرب فيه الأبناء القيم، والأخلاقيات، والعادات، والتقاليد بتلقائية دون مناهج، أوخطط. بينما التربية لدينا اليوم في مواجهة العولمة، وغزو الالكترونيات، ووسائل التواصل الاجتماعي، مع تضاؤل القيم، والأخلاقيات يجب أن تكون تربية ميكروسكوبية تتطلب دورات، ودروساً، ورقابة ليست أقل من أن تكون شديدة.
كانت الحياة في الماضي صعبة مادياً لكنها كانت سهلة اجتماعياً... واليوم أصبحت حياتنا سهلة مادياً مع الكثير من وسائل الراحة، والرفاهية، صعبة اجتماعياً. ولأن هذا الجيل اعتاد الراحة والرفاهية كان يجب أن يدفع ضريبة ذلك اجساداً خاملة ضعيفة، لا تكاد تتحرك فيها العضلات إن لم يكن بإجبارها على ممارسة الرياضة. أما التغذية والطعام فقد تغيرت ثقافتهما تماماً، ولم يعد يبنيا أجساداً سليمة بقدر ما قد يسببان من أمراض. خاصة وأنهما يعدان من ضمن التجارة العالمية الأكثر ربحاً، ومن أهم صور الرفاهية، ووسائل المتع المباحة بل ومن أسباب السياحة التي نستطيع أن نسميها بسياحة المطاعم.
في المحصلة يندر المفيد، ويكثر الضار، والمقصود أن كل ذلك أيضاً خلف أجساداً تعاني الكثير من المتاعب فلم تعد أجساد فتيات هذه الأجيال كأجساد جداتنا اللاتي كن يأكلن القليل، وما توفر من طعام، ومع ذلك ينجبن ما لا يقل عن عشرة أبناء أو يزيد مع احتساب الوفيات، مع القيام بكل الأعمال دون خادمات، ولا غسالات أو مكانس أوتوماتيكية. بينما نرى الكثير من فتياتنا المرفهات اليوم في فترة الحمل وكأنهن يحتضرن في مقابل الشباب الذين باتوا يتهربون من تحمل المسؤوليات أمام سيل المتع، ووسائل الترفيه.
باعتقادي أننا لا نريد تحديد النسل هذا، بل ما نحتاجه هو العكس للمحافظة على التوازن السكاني لدينا، ومن الأفضل ألا تترك الأمور هكذا حتى لا يأتي اليوم الذي نجد أنفسنا فيه على وشك الانقراض، ومن الواجب عمل دراسات، والوصول إلى توصيات، وحلول للحد من هذا التوجه في إطار تنمية حقيقية فعالة، والاستفادة من الحلول المجربة في دول مماثلة.
بقلم : مها محمد
copy short url   نسخ
18/04/2017
3461