+ A
A -
في مطلع مايو المقبل سيتوجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس للقاء الرئيس الاميركي دونالد ترامب، وهو لقاء تشير معطيات كثيرة إلى أنه سيسفر على الأرجح عن المزيد من التنازلات من الطرف الفلسطيني، الذي لم يعد يملك أية أوراق قوه في وجه الإدارة الجديدة، التي لم تخف دعمها غير المسبوق لحكومة نتانياهو المتطرفة.
ورغم ان ترامب قد اكد سابقا التزام حكومته بإحلال السلام في الشرق الاوسط عبر مفاوضات لا تمارس فيها أية ضغوطات على إسرائيل الا ان المرء لا يستطيع الا ان يستذكر الفشل المرير الذي طال كل محاولة لاعادة الفلسطينيين والإسرائيليين إلى طاولة المفاوضات خلال الاعوام العشرين الماضية.
ففي جميع جولات التفاوض السرية والعلنية السابقة والتي لا يعلم عددها الا الله واجه الفلسطينيون نفس الشروط الإسرائيلية، فلا عودة للاجئين، ولا إزالة للمستوطنات الكبيرة، ولا ضم للقدس الشرقية، فضلا عن انعدام السيادة على الأجواء والمياه والموارد الطبيعية، وفرض رؤية لتبادل الأراضي تقوم على منح الفلسطينيين اراضي جرداء في النقب مقابل الاراضي الزراعية الخصبة في الضفة الغربية، أما هذه المرة فانهم سيواجهون رئيسا أميركيا يعتقد ان من حق إسرائيل فعل ما تشاء لضمان أمنها!
المشكلة الحقيقة ان الجميع، إسرائيليين وفلسطينيين وأميركيين، يعلمون في قرارة انفسهم ان أي سلام حقيقي يمكن ان يقوم خلال يوم واحد لو ان إسرائيل قبلت بتقديم ما تسميه تنازلات مؤلمة، وأقرت بان الفلسطينيين الذين سرقت أرضهم وشردتهم في أقاصي الارض يستحقون ان يعيشوا بكرامة مثل باقي خلق الله، اما الجلوس حول طاولة المفاوضات لاقناع فريق واحد فقط (الفلسطينيين في هذه الحالة) بتقديم كل التنازلات المؤلمة فهو أمر لا يمكن ان يجلب سلاما حتى لو وافقت السلطة الفلسطينية على حل يأخذ في عين الاعتبار جميع الشروط الإسرائيلية المجحفة.
ان التصريحات الأخيرة للمسؤولين الإسرائيليين وعلى رأسهم نتانياهو لا توحي بان ثمة جديدا يمكن رسم الآمال عليه،
ولا شك ان حديث الاميركيين عن «حل معقول»، يعني ان الجانب الفلسطيني مطالب بتخفيض سقف تطلعاته إلى الحد الأدنى والرضى بما يمكن ان يقدم اليه حتى لا يتهم بالتعنت.
أما الرئيس الاميركي دونالد ترامب فقد مهد لنفس الأمر عندما اكد ان السلام سيتحقق فقط عندما يتوقف الفلسطينيون عن كراهية إسرائيل والاعتراف بحقها في الوجود.
ثمة إجماع في دوائر صناعة القرار الاميركية ان أمن إسرائيل ويهودية الدولة الإسرائيلية هي أمور لا يمكن المساس بها وهذا يتضمن التأكيد على حق الدولة العبرية في الاحتفاظ بالقدس والمستوطنات الكبرى وتوطين اللاجئين في أماكن اقامتهم بين أمور أخرى، وهذا طبعا اذا افترضنا ان نتانياهو سيتراجع عن وعده الأخير بالحيلولة دون قيام دويلة فلسطينية!.
إذن انتظروا سنوات أخرى من اللف والدوران!
بقلم : لؤي قدومي
copy short url   نسخ
26/04/2017
3186