+ A
A -
مع بدء الحملات في الانتخابات الرئاسية الثانية عشرة في إيران، بدأ موسم المناظرات التليفزيونية بين المرشحين الستة الذين تم تأييد اهليتهم من قبل مجلس صيانة الدستور وهم الرئيس الإيراني المنتهية ولايته حسن روحاني ونائبه الأول اسحاق جهانغير وابراهيم رئيسي سادن الروضة الرضوية المقدسة في مشهد، ومحمد باقر قاليباف عمدة طهران الحالي، ومصطفى ميرسليم وزير الثقافة والارشاد الإسلامي الاسبق، ومصطفى هاشمي طبا الوزير الاسبق للصناعة والرئيس الاسبق للجنة الوطنية الأولمبية. اهتمت المناظرة الأولى بين المرشحين الستة بالقضايا الاجتماعية وتفاعلاتها وقد تم بثها مباشرة واستمرت لمدة ثلاث ساعات، فيما ستركز المناظرة الثانية على القضايا السياسية الداخلية والخارجية وتفاعلاتها وسيتم بثها على الهواء مباشرة يوم 5 مايو 2017.
في الحديث عن المناظرات التليفزيونية في السياق الإيراني لا بد من الإشارة إلى جملة من المسائل، أولاها أن المناظرات تأتي في سياق حرص مؤسسة الحكم على تأمين أكبر قدر من المشاركة من حيث المبدأ بغض النظر عن الفائز في الرئاسة. حيث أنه أمام العقبات التي تعترض شبكات التواصل وتبادل المعلومات يبقى التليفزيون ومعه الاذاعة الوسائل التي يمكن أن تصل إلى قطاع أكبر من الناخبين. الامر المهم في هذا السياق هو أن جميع المرشحين تتركز فعاليتهم ونشاطهم في طهران، وربما لا تتوافر للناخبين في المناطق خارج طهران تكوين وجهة نظر حول المرشحين وبرامجهم بحيث تقود إلى الاختيار في يوم التصويت، من هنا كان التركيز على المناظرات كوسيلة للوصول إلى اكبر قطاع للناخبين ودمجهم أكبر في العمليات الانتخابية. المسألة الثانية أن المناظرات هي اختبار حقيقي للمرشحين أمام المؤسسة السياسية في التواصل مع الناخبين وتأمين حضور قد يقوده إلى الفوز، وبذلك يتحقق للنظام نسبة مشاركة عالية ورئيس لديه قاعدة في المجتمع تؤمن للنظام حضورا شعبيا أكبر ومتواصلا.
في المناظرة الأولى ظهر بشكل واضح أن الرئيس المنتهية ولايته يتمتع بمستوى ثقة أعلى رغم تولى نائبه الدفاع عن الفترة الرئاسية المنتهية للرئيس روحاني، بالطبع الرئيس المنتهية ولايته عادة ما يكون الهدف السهل في المناظرة بصفته الشخصية الحاضرة بصلاحيات تنفيذية في المشهد السياسي خلال الأربع سنوات الماضية. كان التركيز على ارتفاع عدد سكان العشوائيات في إيران ملفتاً حيث تشير ارقام رسمية إلى أن 14-17 مليون إيراني هم سكان عشوائيات ويقطنون على هوامش المدن والحواضر الكبرى. توجيه اللوم للرئيس المنتهية ولايته لم ينجح باعتبار أن هذه الظاهرة عابرة للرؤساء.
المرشح إبراهيم رئيسى حاول أن يظهر شعبوياً ويحاول أن يقدم رؤى وحلولا تستهدف الفئة المغيبة اجتماعياً وربما اقتصادياً، من حيث الدعوة إلى أن تأخذ الدولة دورا أكبر في معالجة القضايا الاجتماعية كالفقر وتوفير المساكن وهو ما يواجه عقبات بسبب الاوضاع الاقتصادية المرتبطة بالعقوبات وأسعار النفط المتراجعة. من هنا بدا رئيسى في وضع ضعيف إن لم يكن الخاسر الأبرز بعد انتهاء المناظرة الأولى في الانتخابات الرئاسية ليثير هذا الضعف سؤالاً حول هوية المنافس القوي المتوقع للرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني. أظهرت المناظرة حضورا ملفتا لمحمد باقر قالبياف عمدة مدينة طهران، حيث كاد يسرق الأضواء من روحاني ومن نائبه جهانغير، مما فتح شهية التوقعات لطرح المرشح قالبياف كمنافس متماسك وقوي للرئيس روحاني وليس رئيسي كما كان متوقعاً.
بالطبع المشهد الانتخابي مازال يتشكل وربما تكشف المناظرات المقبلة عن تغيرات جوهرية في خريطة المرشحين وفرص فوزهم.

بقلم : محجوب الزويري
copy short url   نسخ
03/05/2017
3325