+ A
A -

انه موسم السفر والرحلات، واستكشاف ثقافات متنوعة، واسترخاء بعد اشهر من الدراسة أو العمل. البعض استمتع بإجازته، وعلى وشك العودة، أو ربما عاد استعداداً لشهر الخير رمضان المبارك، الذي يطل علينا بعد عدة أيام، حسناً عندما قررت وجهتك وتجهيز حقيبتك والأهم هل تزودت بما تحتاج اليه أم اضفت أمتعة لا حاجة لك بها ايضا؟ هل قررت ان تكون رحلتك قصيرة ام طويلة المدة؟ لا بأس ففي كل الاحوال سترافقنا حقيبة السفر وبعض من المستلزمات الضرورية من ملابس وأدوات زينة، كتاب وحذاء وأدوات شخصية، وبعض من حاجيات لا غنى عنها أو أدوات تتحملها حقيبة ترافقنا يدا بيد، أو من عدد محتوياتها نضطر لإيداعها مكانا يتحمل وحشة المكان وقرب الأغراب، بكل الأحوال سنصل نحن وإياها في التوقيت ذاته تقريبا، ونبدأ بفتحها وإخراج ما فيها ومع انتهاء الرحلة نغلقها بعد ان ابتلعت حاجيات اكثر أو تخلصت من حمل زائد ونعود أدراجنا وإياها، أحيانا نضطر لاستبدالها بأخرى أكبر اوأفضل، مسكينة انت أيتها الحقيبة تحملين ما ينوء عن حمله كاهلنا، وتُشبعين فينا راحة عضلية، ولو لبعض حين، ويتمزق رداؤك الجميل فتخشين على ما تحملين من ان ينكشف على المارة ويكسر جانبا منك، ورغم ذلك تُسحبين بلا هوادة، تجوبين الدول بلا جواز سفر، شئت أم أبيت، وتتحملين الأجواء المرهقة رغبت أم رفضت، ولن يكون لك خيار في اختيار المكان الذي تذهبين إليه لتستقري أو تزوري فقط، ستُهرولين دون اختيار بين أروقة المطارات، أو ستسيرين بهدوء بيد من اختارك جزءا من ترفه الشخصي،.. آه يا حقيبة السفر كم تحملين بين جنباتك فرحا بالرحلة أو ألما لمفارقة المكان! وكم ستُرافقين من لا يستغني عنك أو يكون حظك إلى جانب من لا يقدر قيمتك!
واذا كان الحديث آنفا عن حقيبة السفر فماذا عن أنفسنا ألا نحمل مشاعر وأحاسيس، ونتبنى أفكارا وقناعات، ونبدل آراء وتوقعات، ونتخلص من هواجس، ونحتفظ بمكنونات، لمرحلة جديدة في حياتنا، محتفظين ببقايا من مرحلة سابقة أو نقوم بعملية غربلة للكثير من تلك الأمور العالقة فينا لرغبة أو هدف، ألا تسير أحيانا قافلة حياتنا بالكثير مما لا يستحق ان يكون ضمنها؟! ألا نجامل في حمل ما لا نطيق أحيانا في رحلتنا فقط لدواعي خاصة؟! هي كذلك بعض الاشياء في حياتنا لها أهمية تعادل الروح في الجسد لأننا نعي ذلك أو بمثابة تحصيل حاصل، ألا تستحق هذه الأشياء ان ننفض الغبار عنها لنحييها بعد سباتها؟ وكل سفر حقيقي أو مزدوج وأنتم بخير.
بقلم : ابتسام الحبيل
copy short url   نسخ
20/05/2017
3082