+ A
A -
- بصماتك دامغة بأركان ذاكرتي يا والدي، وسأذكرك.
- أأنسى تدليلك لي «يا قطعة المانجو»؟ لذا، كلما تناولت المانجو أدركت لما كنت تدللني على هذا النحو، فأذكرك.
- فرقعات الكستناء المشوي داخل التنور كانت تشي لي بأن الليلة ليلة سمر بالدار، وأعيش على أنغام الفرقعات التي تذكرني بكيف كنا نحتفل، فأظل دوماً أذكرك.
- أشم عطر HUNTER،FEHRENHEIGHT أو OLD SPICE.. فأذكرك.
- أتابع إذاعة «لندن» صباحاً و«مونت كارلو» بالسيارة عصراً.. فأذكرك.
- أحتسي شاي الخامسة مساء «ايرلجراي» وأتناوله صباحاً منكهاً بالقرنفل، تماماً كما كنت تشربه. فأذكرك.
-أنثر قطرات من ماء الزهر في قنينة الماء، لأذكرك.
-أحرق أعواد البخور لدى استقبالي لضيوف كما شاهدتك تفعل، لأذكرك.
- تقع عيني على معصم زوجي، فأذكر بقعة بنية بمعصمك العريض وعروقك النافرة، وأذكرك.
-أطالع صورتك فإذ برجل كارثي الوسامة، سألني يوماً: أو لو أنجبت؟ فأقاطعه: سأسميه أي اسم إلا محمود - فقط – لأغيظك، على أني حاربت الشعواء لألد «المحمود» - فقط - لأذكرك.
- للمرة المائة، أستمتع بمشاهدة عجرفة أحمد مظهر المحببة في «الأيدي الناعمة»، لأذكرك.
-أطالع رقة صلاح ذو الفقار في «أغلى من حياتي» فاستدعي أول مرة شاهدت دمعك، وأذكرك.
- أدس بصندوق ذكرياتي «فولاراً» حريرياً كان يعانق عنقك.. لأذكرك.
-أُدعى لوليمة بحرية، فاستدعي خياراتك: قاروس مشوي، باربوني مقلي ووقار جزل، وحتى حينما أزيل السفا.. وحتى حينما أزيح القشرة، أرقبك وأذكرك.
-أغوص داخل المسبح فأتذكر بالأعماق روايتك التي قصصتها تكراراً حينما أطلعت مدربك بالكلية الجوية أنك لا دراية لك بالسباحة فأمرك بالقفز ووعدك بـالإنقاذ، فقفزت وانتظرته لينقذك.. فاضحك بترنح تحت عمق مترين في المسبح كوني أخالك أمامي تنتظر مدربك في الأعماق.. وتظهر فقاعات الماء لتكون شاهدة على أني أغرق ضحكاً، فتنقذني أنفاس الذكري كوني كنت أذكرك.
- أذهب لمدرسة أبنائي، فإذا بسيارة المديرة السبور شبيهة بسيارتك «الفيجا شوفرليه» فأنسى عويل المديرة التي توبخني لتأخري، لأني أنساها هي، بيد أني افتقدك أنت وأنت أنت من أذكرك.
-أنصب على مكتبي ثقيفة الطبنجة الخاصة بك، وقد كنت أرتعد منها في صباي لكنها اليوم تعينني على أن أذكرك.
-أقود سيارتي مرتدية قفازاً مبتور الأطراف كقفازك.. فقد بت أتماهى معك لأذكرك.
- ثق أني لم ولن أصعد على متن طائرة أو أهبط منها دون التصفيق للطيار على أدائه في «اللاندينج».. أصاب هو أم أخفق، فأنا أصفق لك أنت.. وسأظل أذكرك.
- أذهب لعمل «تريتمانت»، فيخبروني بوجود تقنية تزيل النمش الخافت الموجود ببشرتي، فامتنع. فبقايا هذا الإرث من النمش يبقي على قدر من الشبه بيننا في الملامح.. وأنا أستمسك بأي نمشة ورثتها منك.. لأذكرك.
-أي نمر سيارات آخرها 666 تذكرني بعشقك للتميز، فأغفو وأذكرك.
- قصاصات أجندة عتيقة للهاتف بخطك الرقعة أضحت لي كنزاً، فهي ترقع كنزة ذهني المهترئة، ثم يهالني أنك دونت اسمي على هذا النحو المبجل: «داليا هانم».. هذه القصاصات تحثني على أن أذكرك.
- أنظر لأخي، فثم شبه كبير بينكما في المشية، كما أنه ينام بطريقتك مشدود المتن «على سيفه»، أتأمله نائماً.. وأذكرك.
- بُعَنف أخي ابننا عمر: «أهكذا توضع قشرة الموز بلا ترتيب على الطاولة؟»
فأتدخل: «أرجوك يا عمر، طبقها تطبيقة مكواه» ثم نغرق كلانا في الضحك، لأن حتى مصطلحاتك تجبرنا على أن.. نذكرك.
- بُعَيد وفاتك كتبت: بغيابك فقدت الوزير الحامي للملك.. ثم تحول طقم بيادق الشطرنج بأسره لعساكر - وللأسف - بمعسكر الأعداء.
وكم من «كش ملك» عقب رحيلك؟
كتبتها كوني أذكرك.
- أوقع على مقالاتي، فأزهو كون اسمك يلاصق اسمي ويعقبه، فهو وإن جحدتك يوماً، سيظل أبر مني وأوفى.. وسأدعو لك وسأظل أبداً أذكرك.
كاتبة مصرية
بقلم : داليا الحديدي
copy short url   نسخ
27/05/2017
3582