+ A
A -
متى كانت المرأة مُصابة بالإعاقة الذهنية لِيَتَصَرَّفَ الرجُلُ في مالِها أو يَتَّخِذ القرارَ نيابة عنها وكأنها لا تَعرف كيف تُقَرِّر؟!
لماذا مازالت فئات في بعض المجتمعات تَنْظر إلى المرأة وكأنها ناقصة عقل.. فيَلْزمها دائما عقل حكيم يُخطِّط ويُدَبِّر ويُفَكر لها وكأنها عاجزة عن أن تُفكر؟!
هل خَوْفك عليها يَجعلك تتدخل في إرادتها لِتُسَيِّرَ شأنَها فتُحَدِّد لها ما يَجوز وما لا يَجوز؟!..
أول خطوة على طريق تحرير المرأة ليس من ملابسها إنما من أَسْرِ التقاليد التي تُلْغي الاعتراف بإرادتها بعيدا عن إرادة الرجُل هي العمل.. عندما تَعمل المرأة فهي تُحقق لنفسها أهم مطلب تُنادي به، ألا وهو الاستقلالية.
المرأة التي تتعود على العمل تُصبح فنانة في اتخاذ القرار وإدارة شؤونها، مما يَعني أنها ليست في حاجة إلى عُكَّاز الرجُل ليُعَلِّمَها كيف تُديرُ حياتَها وتَستفيد من دَخْلِها وممتلكاتها..
الرجُل الذي يَتودد إليها طَمَعاً في اتخاذها تابعا، يَستغلها حتى حين، لن يَكونَ أكثر من جِدار آيِل للانهيار، فبدلا مِن أن تَحتجزَ ابنتَك في بيتك إلى أن يأتي «العريس» الذي تستأمنه عليها وعلى مالِها (وأنتَ تَجهل كُلّ الجهل إن كان أَهْلا لثقتك)، لماذا لا تفكر بطريقة أخرى وتُعَلِّمَ ابنتَك كيف تُواجِه الحياةَ وتَجعلها المرأةَ الحديدية التي لا تَلِين لإغراءات ولا تَستسلم لعوائق وإكراهات؟!
الرجل نِصْفُها الآخَر الذي يَستحق كل الاحترام والتقدير والاعتزاز.. لكن هذه لن تَكون يوما مُسَوِّغات لإلغاء كينونة المرأة وتعطيل إرادتها.
المؤسف أن المرأة التي تُفَرِّط في حقها في العمل قَلَّما يَكون لها أَمْر أو نَهْي.. ولِيَكون لها رأي عليها أن تحقق استقلاليتَها، ففي غياب الاستقلال المادي لا مجال لإبداء الرأي ولا لحرية الاختيار.
أكثر مَن تتجرع المرارةَ وتَعبث الظروفُ بكرامتها هي المرأة التي تُغلق الحياةُ بابَها في وجهها لَمَّا تستحيل الشراكةُ الزوجية، فلا تَجِد المرأةُ الْمَدْخَل الذي يَحفظ ماءَ وجه كرامتها سوى الطلاق، لكن هنا تَبدأ المشاكل الأكبر من أن تَحلّها امرأة.
الطلاق مازال عند الكثير شبح الرعب لأن الرجُلَ سيَغيب، ويَغيب معه الأمان. دون عمل لا يمكن للمرأة أن تَطلب الأمان مجددا، كما لا يمكنها أن تتحرك في دائرة مُغلَقة تَعدّ عليها أنفاسَها، دائرة المجتمع المتمرد في حُكْمِه على المرأة المطلقة في الوقت الذي كان مُقَصِّراً جدا في تربية المرأة على حَمْل السلاح الذي تُقاوِم به كُلَّ الظروف التي تَدْفن آدميتَها، سلاح العلم والعمل.
العلم والعمل فُوَّهَتَا بندقية بهما فقط يُمكن للمرأة أن تَثْأَرَ لنفسها وتَتَمَلَّص من محاولة تقييد قُدُراتها التي تُثبت يوما بعد يوم أن المرأةَ تَملك كُلَّ مُؤَهِّلات النجاح، ومن حقها أن يَفخر بها الرجُلُ ويُقاسمها النجاحَ لا أن يَرْبط أطرافَها وعينيها ويُلقي بها في النار. الظروف التي تُعجز المرأةَ هي النارُ بعينها.. والطلاقُ ليس أكثر من مِحْرَقَة.
نَافِذَةُ الرُّوح:
«الزمنُ مِكواة.. فَاحْرِصْ على أن تَكونَ قميصا طَيِّعاً».
«الجَسَدُ الذي يُتَرْجِمُ تَعَبَهُ أنيناً ماذا تَعرِفُ أنتَ عنه وهو يَتمدَّدُ ويَتَقَلَّص تحت عباءة الليل؟!».
«شَيْء مِن الرحمة يَبني إنسانا.. شَيْء من القَسْوَة يَهْدِمُ أُمَّةً».
«تَعَبُ الجَسَد هَيِّن.. الأكثر إيلاماً تَعَبُ الرُّوح».
«دَعْكَ مِن جِلّ الاستحمام إن لَمْ تَحْرِصْ على أن تُنَظِّفَ نَفْسَكَ من الداخل».
«صَدِّقْ أنكَ تُحِبُّ مَن تُحِبُّ إذا اتخذْتَ نَفْسَكَ قُرْباناً لحياته».
«[يا رَبّ] قَبْل.. وبَعْد.. وأَثْنَاء.. نِعْمَ الدَّواء».

بقلم :د. سعاد درير
copy short url   نسخ
01/06/2017
3044