+ A
A -
تأمل النخب الأفريقية أن يغير الأثيوبي الدكتور تيدروس أدهانوم غبريسوس الصورة السلبية التي انطبعت في الأذهان بشأن قيادة أفارقة منظمات دولية.
سيتولى أدهانوم غبريسوس (52 سنة) مهامه مديراً عاماً لمنظمة الصحة العالمية في أواخر يونيو الحالي. ليكون بذلك أول أفريقي يتولى هذا المنصب الرفيع بعد حصوله على أغلبية أصوات الدول الأعضاء في المنظمة، وتبلغ 186 دولة.
كانت من بين الأمور التي حفزت الدول الأعضاء انتخاب إفريقي لهذا المنصب، إخفاق المنظمة الدولية في محاربة وباء «إيبولا» الذي انتشر في غرب إفريقيا. تركزت الانتقادات على البطء الشديد في تعامل منظمة الصحة العالمية مع وباء بدأ في الانتشار في غرب إفريقيا في ديسمبر 2013 وأدى إلى وفاة 11 ألف شخص.
أنحى كثيرون باللائمة على منظمة الصحة العالمية، بعد أن تأخرت في التنبيه لمخاطر الوباء.
قال أدهانوم غبريسوس وهو يقدم نفسه لأعضاء مؤتمر المنظمة الدولية قبل التصويت «سنتعامل مع حالات الطوارئ في المستقبل بسرعة وفعالية». تلك كانت إشارة إلى كارثة «إيبولا».
في إشارة أخرى قال أدهانوم غبريسوس «أعاهدكم بالوقوف إلى جانب حق الفقراء في الصحة» وأضاف «يجب أن تؤدي جميع الطرق إلى تغطية صحية شاملة، ولن أرتاح إلا بعد تحقيق ذلك».
بدا واضحاً أن أدهانوم غبريسوس يرغب في محو الصورة السلبية عن «أفارقة المنظمات الدولية» الذين توجه لهم النخب الأفريقية انتقادات شديدة اللهجة.
يحمل أدهانوم غبريسوس درجة الدكتوراه في صحة المجتمع، وعلى الرغم من سمعته الطيبة عندما عمل وزيراً في حكومة بلاده، فإن بعض المعارضين للحكومة الإثيوبية يقولون إنه حجب ثلاث مرات معلومات بشأن انتشار وباء الكوليرا في بلاده.
عقب انتخاب أدهانوم غبريسوس قال للصحفيين «منذ سنوات توفي شقيقي الذي كان يبلغ آنذاك خمس سنوات بسبب حمى الحصبة، من ذلك الوقت أشعر بالظلم.. وزاد «التباين في الرعاية الصحية بين العالم المتقدم والنامى غير مقبول على الإطلاق».
يقول أحد المحللين في موقع «هيلث واتش» الأفريقي المتخصص «سبق أن أنتخب أفارقة لقيادة منظمات دولية وأطلقوا وعوداً كثيرة لكنهم سرعان ما تحولوا إلى ألعوبة في أيدي دول النفوذ»، ربما يكون ذلك حكماً قاسياً، لكن لا يجانبه الصواب.
من أبرز الأفارقة الذين تولوا مناصب قيادية في المنظمات الدولية، المصري بطرس بطرس غالي الذي تولى منصب الأمين العام للأمم المتحدة، أرفع منصب في العالم، ثم الغاني كوفي أنان الذي تولى المنصب نفسه، وهناك السنغالي أحمد مختار أمبو المدير العام لمنظمة اليونسكو، ووجاك ضيوف السنغالي أيضاً الذي تولى منصب المدير العام في المنظمة العالمية الأغذية والزراعة للأمم المتحدة.
وجهت انتقادات إلى بطرس غالي مفادها إنه لم يستطع أن ينجز شيئاً للقارة الأفريقية.
في حين أُنتقد أفارقة كوفي أنان لأنه قدم تنازلات كثيرة لضمان رضى القوى الكبرى، ولم يحقق شيئاً لتسوية نزاعات القارة.
أما أحمد مختار أمبو وجاك ضيوف، فإن نصيبهما من الانتقادات كان بلا حصر.
يقول منتقدو مختار امبو إنه قاد اليونسكو لثلاث فترات، ولم يعط اهتماماً لقضايا العالم الثالث في الجانب الثقافي والإنساني، لكن آخرين يقولون إن في عهده واجهت المنظمة شبه الإفلاس بعد أن انسحبت منها الولايات المتحدة، إذ قرر الرئيس الأميركي رونالد ريغان في عام 1984 الانسحاب من اليونسكو بدعوى «سوء الإدارة».
في حين بقي جاك ضيوف على رأس المنظمة العالمية للأغذية والزراعة لفترة جاوزت ثمانية عشر سنة. وكان يرفض تعيين أفارقة في المنظمة.
ثمة كتاب أصدره منذ سنوات طويلة الفرنسي روني دومون بعنوان «إفريقيا انطلقت سيئاً» عن بدايات القارة الأفريقية بعد موجة الاستقلال خلال الخمسينيات والستينيات.
هناك من يعتقد أن هذه الصورة ما تزال ماثلة، وفي الجانب الآخر ثمة من يرى أن انتخاب شخصية مثل تيدروس أدهانوم غبريسوس يعد انطلاقة جديدة للقارة.
بقلم : طلحة جبريل
copy short url   نسخ
03/06/2017
2667