+ A
A -
في ذكرى النكسة نستيقظ على نكسة جديدة لكنها خليجية هذه المرة .نكسة موجعة بقطع ثلاث دول خليجية العلاقات مع قطر ,و اغلاق المنافذ البرية ,والجوية ,و البحرية معها ,بحجة لا أساس لها ....وبلا أي مبرر سوى كذبة ,وفبركة إعلامية أرادوا فرضها و كأنها تطبيق لفلسفة غوبلز وزير الدعاية النازي صاحب المقولة الشهيرة (أكذب حتى يصدقك الناس ),فكان الكذب على قطر مِن مَن هم أشد من غوبلز ,و إن لم يصدقه اكثر الناس ,و غالبية الشعوب مبرراً لهذه القطيعة ,و هذه الاتهامات التي لا دليل عليها, و هذا القرار الذي لا حكمة فيه أبداً , و كأننا نمضي لإنفاذ مخططات اعدائنا لتقسيمنا ,وفرقتنا في هذا الوقت الخطير الذي نواجه فيه معا تحديات كبيرة بينما كنا نحلم بكونفدرالية تجمعنا .
اتهامات صورت قطر كعبة المضيوم ,و صاحبة الوقفات المشرفة ,والسياسات العادلة على المستوى العربي ,و الإسلامي راعية للإرهاب .و ضد من ؟.....ضد دول شقيقة كانت ,و مازالت تدعمها ,و تقف معها في جميع تحدياتها , فكيف تصبح قطر العدو بينما تبتهج اسرائيل لهذا القرار,معتبرة أياه بمثابة وضع حد لقطر التي أصبحت هي العدو وليست اسرائيل كما جاء على لسان أحد رجالات اسرائيل.....أفلا يعتبر ذلك نكسة عربية ,و ليس خليجية فقط .ألا يعتبر ذلك نكسة على القيم حين يصبح الوقوف مع من يمثل المقاومة الحقيقية ضد العدو الإسرائيلي جريمة تستحق المقاطعة ,و حينما تمثل الإرادة الحرة ,والسياسة الحرة مع رفض الوصاية ,والتبعية تهمة تستحق العقاب ,إنه حقا ليوم سعيد من أيام اعدائنا .و يوم مؤسف حزين لنا ...و قرار صادم ,صدم الصغار قبل الكبار,و شكك في مصير هذا الإتحاد الخليجي الذي عاش كل هذه العقود بكل ما يحمله من روابط عميقة ....فكيف يتصور من اتخذ هذا القرار بجرة قلم أن ما بين شعوب الخليج يقطع,و أن الدماء المشتركة التي تجري في عروقنا قد تتحول إلى مياه,و كيف تتقبل أجيال بأكملها ولدت ,و عاشت في ظل خليج واحد أن تستيقظ بين ليلة وضحاها ,وقد تغير هذا الواقع و لم نعد كما كان يقال مصيرنا واحد ,وشعبنا واحد.
في انتظار أن تنجلي هذه الغمة ,و يصحح الأشقاء هذا القرار المؤسف نقف نحن القطريون مع قياداتنا الواعية الحرة ,و سمو أميرنا المفدى .مصيرنا واحد ,و أمرنا بيد الله عز وجل ,لا نخاف على أنفسنا ,و لا على قطر بل على وحدتنا الخليجية ,و أمتنا الممزقة .
بقلم : مها محمد
copy short url   نسخ
06/06/2017
3092