+ A
A -
إنَّ خطوة قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر جاءت كتتمة لمسلسلٍ سلبي وصادم وغير مبرر، لم نقابلهُ إلا بالاستياء الشديد وإظهار المزيد من التلاحم مع القيادة القطرية، فنحن في مرحلة نحتاجُ فيها إلى التكاتف كأمة واحدة وكجسد متراص قوي متين، لكنها الفتنة التي اندلعت بين الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي وعصفت بهم لتحيدهم عن أولى الأولويات في هذه المرحلة وهي ضرورة الترابط والوحدة واللحمة لمواجهة رهط كبير من التحديات والمخاطر التي تحدّقُ بالأمَّة الإسلامية جمعاء.
من المؤسف حقًا أن يتحول الإعلام ووسائله إلى أداة إمبريالية تافهة لا تقدم إلا السم المدسوس الذي يغير شكل الحقائق ويوجه الأغاليط ويخلق منها حقيقة ملفقة لتصدقها الجماهير وتطبل وتزمر لها، ما تعلمناه في كليات ومعاهد الإعلام أنَّ الإعلام صنعة النجاح وأن المهنية تسبق مادية الصنعة وأنَّ الأخلاق تتسيد المهنة والصنعة معًا، لكنَّ عروجا سريعا على المضامين المدسوسة نجد أن صنعة النجاح أصبحت ذات مكيالين، وأن الأخلاق وقفت خجلى من ممارسات الكثير في مضمار الإعلام العريض.
وفي الحقيقة ليس بجديد أن تتعرض دولة قطر للإساءة من قبل رهط كبير وغير معروف من المنافقين والجاحدين وأصحاب الأجندات الغنوصية، وما كان ذلك إلا حسدًا من أنفسهم، ومحاولة باطلة وفاشلة بعون الله في دس السم بالعسل، ورمي الطيب بالحجر، وإنهم ما أساؤوا على مدار الأيام التي انقضت؛ إلا لأنفسهم، فالناجح دوما يرشق ويتهم ويعاب والفاشل دوما يلعب هذا الدور بعد أن أفلس القدرة على تحقيق النجاح.
إنه مما لاشك فيه أن المجتمعات التي تزخر بالرخاء الاجتماعي والنفسي والاقتصادي تعيش في طمأنينة تجعلها تنتج بمقدار سنوات يتخطى عمرها الافتراضي، وقدرتها الحالية، ومما لاشك فيه أيضا أن هذا الجو البيئي النظيف يتأثر بطريقة أساسية بالمناخ السياسي الذي يسود البلاد، ومساحات الحرية المعطاة للمواطنين والمقيمين على أراضيها، بالإضافة إلى فتح أبواب الاستثمار الإنساني على مصراعيه لتحقيق الأهداف القصيرة والمتوسطة وطويلة المدى بطريقة تضمن للإنسان استمراريته بطريقة صحية على ارض هذه البلاد، إذن فالازدهار ما هو إلا نتيجة لحكومة عادلة وحكومة حكيمة، حيث نجد أننا محظوظون أننا نعيش عصرنا الذهبي في دولة قطر، فلا عجب أن تحسدنا الأمم على تطورنا السريع وقفزاتنا في كافة المجالات، حتى بات الشخص منا تتسارع خطاه كي تتناسق خطواته مع أهداف ومساعي الدولة في إنشاء جيل واع بأهمية التنمية في كافة المجالات البشرية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية، حيث تقوم رؤية قطر الوطنية 2030 على مبادئ الدستور وتوجيهات قيادتنا العليا لإرساء مجتمع أساسه العدل والإحسان والمساواة وحماية الحريات العامة والقيم الأخلاقية والدينية والتقاليد إلى جانب تحقيق تكافؤ الفرص وتكريس الأمن والاستقرار، فكيف نتهم بعد ذلك في ما نعده من الركائز والرؤى!
إن حب الوطن أمر لا غضاضة فيه، بل إن المرء حين لا يحب وطنه ومجمع أهله وأسرته وعشيرته ومقطع سرته ومأوى قومه ومدرجهم، فهو امرؤ غير سوي في فطرته، فمن لا خير فيه لوطنه، فلا أظن أن فيه خيرا لأهل ديانته، ونحن ندرك جميعاً مكانة هذا الوطن الغالي (قطر) على جميع المستويات العربية والإسلامية والدولية وما يحظى به من تقدير واحترام من الجميع، لسمو أهدافه، وسلامة متطلباته، ونبل مقاصده وغاياته واعتدال سياسته، وعمق تراثه وأصالته، ورشادة قيادته، وحكمتها وحنكتها، وحرصها على إرادة النفع والخير للجميع في مشارق الأرض ومغاربها بالقولِ والعمل وذلك في محاربتها للفساد والإرهاب والإفساد، وسعيها للوحدة والتضامن والاتحاد ونبذ الفرقة والخلاف والاختلاف.
بقلم : خولة مرتضوي
copy short url   نسخ
09/06/2017
2480