+ A
A -
سمو الأمير يعلم الله ما لك من المحبة الشعبية والمكانة الخاصة في قلوبنا جميعا، لقد رفعت سموكم الكريم اسمنا عاليا، وفي عهدك وعهد سمو الأمير الوالد استمد بلدنا قوته من فعل الخير ونصرة المظلوم وإصلاح ذات البين لقد استطعتم أن تحققوا لشعبكم ثورة هادئة ومتدرجة وشاملة في جميع مجالات الدولة بلا استثناء، الاستثمار والاقتصاد والإعلام والثقافة والسياسة الخارجية والتعليم والصحة والرياضة والبيئة، ليصنع في بضع سنين معجزة حقيقية في هذه المنطقة، وتقدموا لنا والحمد لله نموذجا فريدا للشعب كافة...إننا نسجل بكل فخر أن فترة حكمكم تمثل مرحلة في تاريخ قطر لكل هذه الإنجازات الكبرى وتفانيكم في خدمة وطنكم وأمتكم.. وهذا ما يؤلمهم...
وكما ذكرتم في خطابكم السامي للشعب..«نحن قوم نلتزم بمبادئنا وقيمنا لا نعيش على هامش الحياة ولا نمضي تائهين بلا وجهة ولا تابعين لأحد ننتظر منه توجيها».. لقد أصبح نمط السلوك المستقل هذا من المسلمات في قطر وعند من يتعامل معنا نحن أصحاب رؤية..
أقول لوزير الخارجية السعودي.. إلحاق الضرر بقطر ليس بهذه السهولة..
رحلات أوروبية مكوكية فاشلة..
فشل الجبير في المانيا وزياراته التي باءت بالفشل الذريع وكانت صدمة له ولأعوانه من الدول التي قاطعت قطر، حاول كعادته أن يكون واثقا ومتمكنا للحديث عن الأزمة وجاء بفبركات ظنا منه بأن كل ما يحاك من قبلهم سوف تقتنع به الدول الأوروبية ولا يعلم بأن هذه الدول مطلعة ولا يمكن أن يمرر عليها هذه الألاعيب وطرح عليهم الحقيقة التي تمت فبركتها وتزييفها..!!
كل هذه الادعاءات لا تحرك ساكنا بالنسبة لقطر وموقفها الثابت والواضح وأن قطر متمسكة بمبادئها وقيمها..حاول مرارا وتكرارا تمرير ما بدت لكثيرين هيمنة بلاده السياسية..!
بعد فشله علق شماعة للرأي العام وحاول إقناعهم بأن كل هذه الإجراءات لمصلحة قطر.. وأنه يمكن للأزمة أن تعالج بدون اللجوء لأي وساطة أوروبية.. يرى الجبير أن الحل ممكن دون تدخل خارجي، فلماذا سعى لحشد المواقف العربية والدولية ضد قطر؟؟!!
لا أخفي عليكم بأن الجبير بان عليه واضحا بتناقض تصريحاته ونقصه وشحه عند أول اختبار يمر به.. كان من الأجدى لك أن تتحرك لحل القضية الفلسطينية أفضل من أن تتحرك لترويج ما لا يمكن تصديقه ولكنه وظف خبراته وقواه بالاتجاه الخاطئ وتشتيت الشعوب الخليجية في هذا الشهر الفضيل..
يريد أن يعرض علينا مسرحية جديدة من مسلسل المسرحيات المزيفة والمفبركة ضد قطر ناهيك عن تناقض الآراء والأقاويل وتغيير وعكس الحقائق.. لماذا كل هذا الحقد والضغينة لقطر ؟؟!
وأعجبني رد وزير الخارجية الألماني في المؤتمر المشترك مع نظيرة الجبير: نحن الأوروبيين لدينا معلومات مختلفة عن مؤسسات عديدة تمول الإرهاب بعضها سعودي..«قصف في منتصف الجبهة».
وما غير من أجندة الجبير أيضا إعلان البرلمان التركي بالتزامن مع المؤتمر الصحفي، مشروع قرار يسمح بنشر قوات في قاعدة تركية في قطر، وعلمه بالمكالمة الهاتفية من رئيس الولايات المتحدة الأميركية «ترامب» لسمو الأمير..
ومن ادعاءات الجبير أيضا في تصريحات صحفية، «طفح الكيل وقطر يجب أن توقف دعمها لجماعات مثل حماس والإخوان المسلمين»، مؤكداً أن «الهدف ليس الإضرار بقطر ولكن يجب أن تتخذ خيارا».
هل قطع علاقاتك الدبلوماسية مع دولة قطر وإغلاق كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية منها، وإليها ومنع دخول أو عبور القطريين إلى المملكة لأسباب أمنية..؟؟!!
كل هذه الإجراءات «غير مبررة وتقوم على مزاعم وادعاءات لا أساس لها من الصحة»..
وعلى إثر ذلك أطلق مغرّدون سعوديون، وسم «#تصريح_الجبير_لا_يمثلني» للتعبير عن رفضهم لتصريحات الجبير، حيث احتلّ الوسم المرتبة الأولى في قائمة الوسوم الأكثر تغريدًا خلالها في المملكة العربية السعودية.. وهذا ما يدل دلالة قاطعة على عدم رضاء الشعب السعودي لما ينسب إلى قطر من تهم وادعاءات مفبركة القصد منها إثارة الفتن وزعزعة أمن الخليج والأمة الإسلامية..
أين أنتم ومواقفكم من تصريح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو علنا، عندما أكد خلال لقاء تليفزيوني أنه «لا حاجة لإنشاء تحالف مع السعودية؛ لأنه موجود بالأساس» أين أنتم من علاقة الأنظمة العربية مع الكيان الصهيوني، وتحججهم بخطر إيران للتطبيع مع “إسرائيل وفق قوله.
وفي تغريدة للناشط السعودي «تركي الشلهوب» تصريحا متلفزا للجنرال السعودي المتقاعد، أنور ماجد عشقي، حيث قال: «لا نريد أن تكون إسرائيل معزولة في المنطقة، يجب أن نتعاون سويا»، مضيفا: يبدو أن العمل المشترك قد بدأ فعلا!!!». ولا يخفى على الجميع بأن الجنرال عشقي سبق له أن زار دولة الاحتلال الإسرائيلي على رأس وفد سعودي منتصف العام الماضي، والتقى أمين عام وزارة الخارجية الإسرائيلية، دوري غولد، ومنسق عمل الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، الجنرال يوآف مردخاي.
وتأكيدا على فشل الجبير في جولاته الأوروبية جاء الرد عليه سريعا من ألمانيا وقبل كتابة مقالي بساعات «ألمانيا ترفض محاصرة قطر.. دعا وزير الخارجية الألماني «غابرييل» لرفع الحصار المفروض على قطر، وقال إنه أمر مرفوض وغير مقبول»، جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مع سعادة وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.. وشدد على أن «لبلاده مصلحة في التوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة».
وأوضح أن «الاقتصاد الألماني سيتضرر أيضا من آثار الحصار والمقاطعة الدبلوماسية لقطر، كما سيتضرر المواطنون القطريون»، كما عبر غابرييل عن «رفض ألمانيا قطع العلاقات مع قطر وفرض الحصار عليها». ولفت غابرييل إلى أن «قطر شريك استراتيجي في مكافحة الإرهاب، وهي جزء مهم من التحالف الدولي لمواجهة تنظيم داعش، ولا نريد إضعاف هذا التحالف». وأضيف بأن قطر الآن تتعرض لعقاب جماعي، وهناك تصعيد من الدول التي اتخذت الإجراءات ضد قطر، فضلا عن حشد لدول أخرى ضدها «وكما تعلمون انه تم الإعلان عن 8 دول قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وهي السعودية ومصر والإمارات والبحرين واليمن وموريتانيا وجزر القمر والمالديف، واتهمتها بـ «دعم الإرهاب»، في أسوأ صدع تشهده المنطقة منذ سنوات، فيما لم تقطع الكويت وسلطنة عمان علاقاتهما مع قطر.
وأخيرا وليس آخرا.. لا حاجة للتأكيد أن قطر تحترم التزاماتها الإقليمية والدولية، فمن المعروف عن قيادة قطر أنها تلتزم حتى بوعودها الشفوية فضلا عن العقود والمعاهدات.
بقلم : عبدالله المهندي
copy short url   نسخ
10/06/2017
3320