+ A
A -
يعود الفضل لقطر في ما يتعلق بالحوار بين الثقافات والأديان، في منطقة كان غريبا للغاية أن ينشأ فيها مثل هذا الحوار، ولم تتوقف قطر عند حدود عقد المؤتمرات لهذا الغرض، بل أنشأت في وقت مبكر للغاية مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان كثمرة لتوصيات مؤتمر الدوحة لحوار الأديان. وتم افتتاحه رسمياً في 14 مايو 2008 ويعتبر الدور الرئيسي للمركز هو نشر ثقافة الحوار وقبول الآخر والتعايش السلمي بين أتباع الديانات.
ومنذ عام 2007 تستضيف الدوحة المؤتمر السنوي للمركز الذي يناقش أكاديميا قضايا الحوار والقضايا الإنسانية بصورة عامة.
يقول الأب بيل شوارتز، قسيس الكنيسة المعمدانية في قطر: إن «أفراد رعيتنا يأتون من جميع أنحاء العالم، مما يغني جاليتنا المسيحية ويعزز فهمنا المتبادل لبعضنا البعض، وبفضل سخاء دولة قطر، أصبح لدينا مكان مهيأ لإقامة مراسمنا الدينية، إنه لدليل قوي على التزام دولة قطر بتعزيز ثقافة التسامح والوئام بين الأديان».
هذا الالتزام بثقافة التسامح والوئام بين الأديان جر على قطر الكثير من الانتقادات من بعض دول الجوار، هذه الدول تحديدا هي من يوجه أصابع الاتهام لقطر اليوم بدعم تمويل الإرهاب.
ما قصة تمويل الإرهاب هذه؟
ببساطة شديدة يتعلق الأمر بحركتي حماس والإخوان المسلمين، وبالنسبة لـ«حماس» فإن الوقوف معها ودعمها يندرج في إطار دعم نضال الشعب الفلسطيني، وهذا موقف العرب جميعا، تزيد عليه قطر جهودها الدؤوبة لتحقيق المصالحة الوطنية، وتزيد عليه دعمها الواسع لإعادة إعمار ما دمرته إسرائيل خلال اعتداءاتها على غزة.
بالنسبة لمسألة الإخوان المسلمين، فإنها تعيدنا إلى ما بدأنا به، وهو إيمان قطر العميق بحوار الثقافات والأديان، وانفتاحها على كافة التيارات السياسية والفكرية العربية، وبطبيعة الحال فإن حركة الإخوان تمثل واقعا لا يمكن تجاهله في العالم العربي، لذلك يبدو غريبا، بل فجا، أن تُتهم قطر بدعم تمويل الإرهاب، ولديها هذا السجل الحافل في حوار الأديان والثقافات والتسامح، في وقت مازالت فيه العديد من الدول بمثابة منابر لنشر الكراهية الدينية، التي تقف وراء الإرهاب الحقيقي كما رأيناه.

بقلم : حسان يونس
copy short url   نسخ
11/06/2017
2991