+ A
A -
تذوقت خلال الأيام الماضية للمرة الأولى ربما العديد من منتجات الألبان القطرية، فوجدتها– حقا وبدون مبالغة– بنفس جودة المنتجات التي كانت تحتل معظم مساحات الأرفف في المحلات والمجمعات الكبرى دون أي سبب مقنع، إن لم تكن أفضل منها بمراحل.
لا بأس من بعض الدعاية المجانية للمنتجات القطرية وخاصة منتجات الألبان، إذ إنك إن تذوقتها مرة فستعجب بجودتها وبطعمها، ومنذ الأزمة المفتعلة لا أنام إلا بعد أن أتسحر بعلبة زبادي «روعة» بنكهة الفواكه، التي تعتبر «أطيب» اختراع تعرفت عليه خلال هذا العام وأعتقد أنكم ستشاطرونني الرأي لو جربتموها.
الأمر كذلك بنسبة لروب داندي ولبن غدير وحليب المها وغيرها، إذ أن المنتجات المحلية لا ينقصها شيء لتنافس منتجات الدول الأخرى بل وتقتحم الأسواق المنافسة، وأعتقد أن ما حدث مؤخرا من حصار غير منطقي لدولة قطر يجب أن يكون محفزا للشركات المحلية في جميع المجالات لتطوير إنتاجها وافتتاح خطوط إنتاج جديدة تكون قادرة على كفاية السوق المحلي عند الحاجة بل ورفد الأسواق الإقليمية والدولية بمنتجات قطرية عالية الجودة تماما كما تفعل مصانع دول مجاورة.
وبما أن الحديث هنا عن الأمن الغذائي فلا بد من الإشادة بمنتجات المزارع القطرية من الخضراوات والفواكه، فما يتم إنتاجه أفضل في كثير من الأحيان من ناحية الطعم والجودة مما يتم استيراده بالشاحنات والطائرات من الدول الأخرى ولا شك أن أمام المزارع القطرية تحديا الآن لتقليل الفجوة بين المنتج المحلي وما يتم استيراده وصولا إلى وضع يكون فيه بوسع هذه المزارع تحقيق قدر لا بأس به من الاكتفاء الذاتي وهو أمر بات مطلبا ملحا خاصة أن الأمن الغذائي هو خط الدفاع الأول أمام جميع التحديات الخارجية.
إن المطلوب الآن وبلا تردد خلق الفرص من قلب الأزمة الحالية والاستفادة إلى أقصى درجة ممكنة من الدعم الشعبي غير المسبوق للمنتج المحلي، بما يؤدي إلى تعزيز الصناعات الوطنية وتحقيق الاكتفاء الذاتي وهو أمر لا يبدو صعبا في دولة غنية تدعم الصناعات المحلية وتقدم كافة التسهيلات للمستثمرين مثل قطر.
أنا واثق أن المنتج المحلي سيكتسح غيره وسيبقى المفضل حتى لو فتحت الأبواب للمنتجات الإقليمية المنافسة الثانية..
ولا تنس أنك ستكون دائما أقوى وأنت تشتري منتجك المصنوع في قطر!

بقلم : لؤي قدومي
copy short url   نسخ
14/06/2017
8191