+ A
A -
يصادف اليوم الذكرى الخامسة والعشرين لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي الغاشم، والتأمل في هذا اليوم عبر كل هذه السنوات يفتح لنا آفاقاً واسعة من التحليل المنطقي لواقع الشرق الأوسط الحالي.

عندما ارتكب صدام حسين جريمته بحق الكويت، ارتكب في نفس الوقت جريمة أخرى قد تكون أشد فداحةً من الغزو، وهي شق الصف العربي والإسلامي، فمنذ اليوم الأول للغزو حتى يومنا هذا لم يرجع الصف العربي لسابق عهده، وإن كان سابق عهده ليس مثالياً على أي حال! ولكنه صف عربي شبه موحّد أفضل من صف عربي ممزق.

تحررت الكويت، بفضل الله ثم بفضل التحالف الدولي، بعد الجهود الكبرى للمملكة العربية السعودية ودول الخليج، وعادت القيادة الشرعية إلى أرض الوطن وفتحت الكويت صفحة جديدة من تاريخها المعاصر. كانت ظروفا صعبة للواقع العربي، فالصفوف منقسمة والجهود مبعثرة.

لم تقم للعراق قائمة بعد ذلك اليوم، وها نحن نراه اليوم بين مطرقة الاحتلال وسندان التطرف، حتى أصبح لعبة بيد الطائفية وهواتها.

كان الجهد الذي تحملته السعودية يومها، برفقة دول الخليج، مشابهاً لجهودها اليوم في دفع الاحتلال الانقلابي عن اليمن العزيز، ولكن الفارق الوحيد أن السعودية اليوم تقود تحالفاً بدون الاستعانة بالأجنبي. وهذا أمر يدعونا كخليجيين للاعتزاز والفخر. فلعلنا نحتفل بتحرير اليمن قريباً كما احتفلنا بتحرير الكويت قبل 25 عاما.



بقلم : صلاح العرجاني

copy short url   نسخ
26/02/2016
1960