+ A
A -
وكما كنّا نكرر دائماً، ونتذمر بمناسبة ومن غير مناسبة، فإن وسائل التواصل الاجتماعي قدّمت الفرصة الذهبيّة لأصحاب العقول السطحيّة للتحدث في الأمور الجوهريّة!

فهذا أحد المغردين في الأسبوع الفائت يغرّد بكامل قواه العقليّة، بصورة تجمع فتاتين وعلمين، العلم الفلسطيني والاسرائيلي، وأمامهما الفتاتان اللتان يفترض أن إحداهما من فلسطين والأخرى من إسرائيل. حتى الآن لا توجد مشكلة كبيرة، المشكلة الكبيرة حدثت عندما علّق المغرّد ما نصّه: «التعايش يصنع ما تعجز عنه الكراهية الدينية».

في الحقيقة كنت أعتقد أن المغرّد يتهكم، لأنني لم أتوقع أن يصل أي إنسان إلى هذه الدرجة من الغباء التحليلي، دع عنّك المبادئ والمثل العليا والنضال. فالصراع العربي الإسرائيلي ليس كراهية دينية، هو احتلال ومقاومة، هكذا بدأ على الأقل، والسلام- ان كان سيأتي شاملاً أو ان اكتفينا بالسلام الموجود- هو سلام يقوم على المصلحة العربية من وجهة نظر أصحابه ولا يقوم على مبدأ تعزيز التعايش والمحبة، وذلك لأن إسرائيل بكل بساطة هي الدولة الدينية، وهي التي تؤمن بأن هذه الأرض لها استناداً إلى نصوص دينية تعود إلى آلاف السنين! وهي التي تضع هذه النصوص المقدسة كمبادئ لاستراتيجيات حكوماتها، ولا يحتاج هذا الكلام إلى تدليل، فيكفي العودة عشوائياً إلى خطابات زعماء إسرائيل بصورة للتأكد من صدق ادعائي.

لا شك أن عقدة الخواجة ومرض التزيّن بالعلمانية الزائفة هي حالة مزمنة يمر فيها كثير من كتّاب الوطن العربي، ولكننا لم نصل إلى هذه السطحيّة في التحليل من قبل أبداً، وهذا ما يزيد الطين بلّة، ففي هذه الحالة لا المبادئ تُحمى ولا العقول تُحترم، والله المستعان.

بقلم : صلاح العرجاني

copy short url   نسخ
18/03/2016
2028