+ A
A -
لقد عقدت قمةِ دولِ العشرين، الصناعيةِ الكُبرى في العالم، في هامبورغ في ألمانيا الاتحادية، وعلى جدول أعمالها أولوياتٍ جديدةٍ ومُستَجِدّة، تختلف بشكلٍ يكادُ يكون فارقاً عن الهموم والقضايا التي كان من المُعتاد أن يَتِمَ طرحها في القمم السابقة للدول العشرين كمواضيع «النمو والتجارة العالميين»، والمسائل الآنية لوضع الاقتصاد الكلي في العالم، والإمكانيات المتاحة لتشجيع التنمية، بما في ذلك عن طريق إجراء إصلاحات هيكلية وتطبيق الاستراتيجيات القومية للنمو، وتعزيز التبادل التجاري العالمي، وتعميق التكامل التجاري الاقتصادي، ومستقبل منظمة التجارة العالمية، فضلاً عن قضايا «المناخ واستهلاك الطاقة» السائلة والغازية.
الأمور المُستَجِدّةِ هنا، نالت الجهد الأكبر من العمل، وتصدرت مواضع الاهتمام، وتركزت على ثلاثة مواضيع: الموضوع الأول «الإرهاب» ومكافحته، والموضوع الثاني اللاجئين. والموضوع الثالث الكوري الشمالي. ففي الموضوع الأول جرى تناولهِ في ظل اللغطِ الكبير الذي بات يسود هذا العنوان في العالم بأسره. فاتجهت الأنظار إلى اللقاء الأول الذي عقد في هامبورغ بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، حيث تَلعَب كل من الولايات المتحدة وروسيا، دوراً رئيسياً في ميدان التعاطي مع مسائل الإرهاب الدولي، وظواهره المُتمددة في أكثر من مكان في العالم، إضافةً لتشعباتِ هذا الموضوع، خصوصاً في جوانبه المُتعلقة بالأزمة السورية، ونيرانها المُستعرة، ووجود حالة من التباينات السياسية في التشخيص والمعالجات بين واشنطن وموسكو.
أما في الموضوع الثاني فكان له نصيب وافر من النقاش، خصوصاً وأن بعض دول أوروبا حازت على الكم الأكبر من اللاجئين السوريين والفلسطينيين السوريين الذين وصلوا إلى أراضيها خلال السنوات الأربع الأخيرة.
فيما حاز الموضوع الثالث المتعلق بالموضوع الكوري الشمالي، على مزيد من الجهد والوقت، فقد تم التركيز عليه داخل كواليس واجتماعات القمة، إضافة لتَصَدُرِهِ جدول أعمال الزعيمين الأميركي والصيني على خلفية التوتر حول شبه الجزيرة الكورية بعد آخر تجربة صاروخية لـ (بيونغ يانغ) والتي تمت قبل أيام معدودة، وكأنها رسالةِ تَحَدٍ كوريةِ شماليةِ للقمةِ إياها.
وعليه، فإن الأنظار تركّزت في شكلٍ شبهِ حصري على اللقاء بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، والذي يعتقد المراقبون والمتابعون أنه حاول أن يُعالج اثنين من أكثر الملفات الدولية إلحاحاً في الوقت الحاضر: الوضع في سوريا وجوارها والأزمة المتفاقمة في شبه الجزيرة الكورية، الأميركيون أعلنوا عن «استعدادهم للتعاون مع موسكو من أجل تحقيق الاستقرار في سوريا»، لكن التقديرات تذهب للقول ان المواضيع المشار اليها مازالت بحاجة لنقاش ولمشاورات دولية، فالهوة مازالت قائمة بالنسبة للملف السوري، ومفاهيم الإرهاب واللغط الذي يحيط بهذا الأمر.

بقلم : علي بدوان
copy short url   نسخ
15/07/2017
1931