+ A
A -
ملكان ورئيس، كان لهم الفضل في إقناع إسرائيل بإعادة افتتاح المسجد الأقصى، بعد أن أغلقه الاحتلال، ومنع اسم الله أن يذكر فيه، لأول مرة منذ نحو نصف قرن، أي منذ أن تمكن الاحتلال من السيطرة على القدس، بعد هزيمة الجيوش العربية عام 1967!
خبر الجهود الدؤوبة لإعادة فتح أبواب المسجد أمام أصحابه، خرجت من بلدي الملكين، وبلد الرئيس، بمنتهى الفخر، وكأن الزعماء حققوا نصراً مؤزراً، وفعلاً بطولياً. ولو كنت مكان احد المسؤولين الإعلاميين، لدى الزعماء الثلاثة، لعتمت على الخبر– على فرض انه صحيح– و«طرمخت» عليه، فذاك خبر ضرره أكبر من نفعه، وإن كان فيه نفع، فأثمه أكبر من نفعه، فالزعماء الثلاثة، ومعهم كل قادة الدول العربية والإسلامية– بالمناسبة هناك منظمة تسمى التعاون الإسلامي لم أسمع لها ركزا في الموضوع– وياللخجل، كل قدراتهم وإمكاناتهم، وزعامتهم، تمحورت في إقناع، وربما التوسل لإسرائيل، أن تفتح أبواب أولى القبلتين وثالث الحرمين. يتضاعف الخجل، بالطبع عند المقارنة بين موقف الزعماء، من إغلاق المسجد الأقصى، وبين موقف بعضهم، في الخلافات البينية العربية، والذي تتجسد فيه، مقولة ان «بأسهم بينهم شديد»، وربما ومع كامل الأسف، يصدق فيهم «أسد علىّ وفي مواجهة الاحتلال...».
ولوجه الحقيقة فإن ما يرتكب من جرائم تجاه المسجد الأقصى، لم يكشف فقط الوهن العربي على مستوى الحكومات والأنظمة، وهو معروف ومقر به من قبل، فما بالنا ونحن في مرحلة «الدفء» والدخول في «الحضن» الإسرئيلي بشكل كامل؟.. وإنما هو كاشف وبشكل مخز للوهن الشعبي العربي، فباستثناء المقدسيين، الذين يستحقون، أن ننحني أمام صمودهم تقديرا واعتذارا، لم نسمع صوتا للشارع العربي، الذي كان يخرج بمئات الآلاف دفاعاً عن القدس والأقصى، ويجبر الحكام على اتخاذ مواقف، على الأقل اقل اجتلابا للخجل، مما يحدث الآن.
التوحش الإسرائيلي، تجاه فلسطين بشكل عام، والمدينة المقدسة، ومسجدها المبارك حوله بشكل خاص، ليس منشئاً لحالة الوهن والخزي، ولكنه كاشف عن وصولها إلى دركها الأسفل، ما يعني ان تلك الفترة المهينة، التي تعيشها المنطقة العربية، مرشحة لحدوث ما هو أسوأ، وتمرير ما هو أخزى وأفدح.

بقلم : محمود عيسى
copy short url   نسخ
23/07/2017
2495