+ A
A -
خمسون يوما مضت وكأنها خمسون عاما قامت فيها دول،وسقطت اخرى، طال فيها رجال، وتقزم آخرون،سقطت أقنعة بحجم حكومات،وتكونت جيوش من عاطلين ومرتزقة سلاحها ما تملك من بذاءات،ربما لا تقل بشاعة عن جنود حفتر الذين شابهوا داعش في الذبح وفاقوها بنبش القبور وتشويه الأموات.
خطاب سمو الأمير خطاب الكرامة في الجمعة الماضية قال كل ما يمكن أن يقال عن قطر في هذه الأزمة....إدارة...ونهجا...و أخلاقا...وحتى ما كان من عاطفة صادقة والتحام ملفت بين سمو الأمير وشعبه،وما قد ترسخ اليوم من ارادة صادقة نحو مستقبل قوي في عالم ماعاد يعترف الا بالقوة...الناعمة منها أو الصلبة للدول...وليس بتعداد الشعب،أو مساحة البلد كما يتشدق السيسي الذي جعل من مصر بسكانها المائة مليون مجرد تابع لمن يدفع أكثر،بل وجعلها حامية تابعة لإسرائيل.مع ثباتنا على المبادئ التي تميزت بها قطر وجعلت منها حجر عثرة في سبيل تحقيق ما يعرف اليوم بصفقة القرن.لا يضرنا تهريج المهرجين ولا نباح المرتزقة وقد أصبحنا نرى والعالم يقينا أن قطر انتصرت على المحاصرين،وان ماتبقى لهم من محاولات فاشلة وصبيانية لا يمكن أن تكسر هكذا ارادة،وهكذا إدارة، وتخطيط باذن الله.صمود غزة رغم الحصار،وقلة الامكانات المادية كل هذا الزمن علمنا أن القوة مع الحق فكيف بقطر بما تمتلكه من مقومات،وخيرات،والأهم من ذلك العقلية المتطورة الذكية التي افتقدها محاصروها.والتي أوقعتهم في هذا المأزق الخارجي بالاضافة إلى مآزق داخلية آخذة بالتنامي،تعاظم ذلك الخوف لديهم من حركة الشعوب،الحركة التي اثبتت أنها قادرة على تغيير الأنظمة،أو تثبيتها فلولا التفاف الشعب التركي حول قيادته ما فشل الانقلاب الآثم...وما التفاف الشعب القطري حولة قيادته الا من أعظم الأسباب التي هزمت هذا الحصار...والعالم اليوم يرى كيف يقف الفلسطينيون العزل دفاعا عن الأقصى وحدهم،ليفشلوا أحلام الصهاينة.
ذلك يعني أنهم اليوم أصبحوا في مواجهة صريحة مع الشعوب،وربما يجدون أنفسهم يوما ما في مواجهة مع شعوبهم.و يصلون لنتيجة مفادها أن حربهم على الربيع العربي،وعلى ثورات الشعوب فاشلة،وان مقاربتهم لاسرائيل والسلام معها لن تكون أبدا سفينة النجاة لأنظمتهم الجائرة.
هذه الأزمة علمتنا الكثير...ومن الدروس التي وعيناها جيدا أن الشعوب التي لا تنتصر لحريتها وحقها في الحياة الحقيقية عوضا عن الكريمة،وترضى بأن تكون تابعة،ذليلة لا تستحق هذه الحياة أصلا.

بقلم : مها محمد
copy short url   نسخ
25/07/2017
3142