+ A
A -
في القدسِ، وفي عمومِ أحيائها العربيةِ الفلسطينيةِ، الإسلاميةِ والمسيحيةِ، وبين أزقتها التاريخيةِ، التي تفوحُ منها رائحة التاريخ، وعُمقِ الأصالةِ الوطنيةِ والقوميةِ للشعب العربي الفلسطيني، لا يخطئ الموقف الوطني الأصيل أصحابه، ولاتُخطىء البوصلةِ الوطنيةِ الفلسطينيةِ، فتسقط التباينات والاختلافات بين أبناء الوطن الواحد مهما كانت إنتمائاتهم التنظيمية والفصائلية، ومهما كانت مشاربهم الفكريةِ والأيديولوجيةِ، فنجدهم صفاً واحداً كالبنيان المرصوص دفاعاً عن الوطن الفلسطيني، وعن القدس، وعن الأقصى بلا بواباتٍ الكرتونيةٍ، ودون سطوةٍ للاحتلال.
بروحية هذا الاصطفاف الوطني الفلسطيني العريض، نَزَل المقدسيون إلى الشارع، في مقارعة ومواجهة جيش الاحتلال ومجموعات المستوطنين المُسلحين. وبأصالتهم وصلابتهم ووضوحهم، انطلق نداء الأقصى والقدس، إلى جميع فصائل العمل الوطني الفلسطيني دون استثناءٍ، للارتقاءِ فوق كل التبايناتِ والاختلافاتِ، وتغليب الشأن الوطني على الفصائلي الضيق، والعمل على إعادة الاعتبار للوحدة الوطنية الفلسطينية، وحدة البيت، ووحدة أدوات الفعل والتأثير الفلسطينية.
لقد بَرهَنَ وأثبت الشارع الفلسطيني، بوحدته على أرض القدس، وعلى باب الأسباط وغيره، أن طريق الوحدة الوطنية ليس صعباً، وأن الإرتقاء فوق الخلافاتِ مُمكن جداً لمن يريد الحريةِ للقدسِ والأقصى دون بواباتٍ الكترونيةٍ، ومن يريد لفلسطين الحرية والاستقلال، وللاجئين العودةِ إلى أرضِ وطنهم فلسطين.
الشعب الفلسطيني، قال هذا، بمنتهى القوة والوضوح، في يوم الجمعة العظيمة، جمعة النفير التي باركتها دماء الشهداء الثلاثة (محمد لافي + محمد أبو غنام + محمد شرف). ففلسطين لن تقبل بغير الوحدة. إنه الدرس الوطني الفلسطيني الطازج على باب الأسباط.

بقلم : علي بدوان
copy short url   نسخ
26/07/2017
1830