+ A
A -
جاء خطاب حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى ليعلن في مجمله انتصار الشعب القطري على الحصار، وفي هذا إعادة تعبئة وتأهيل لنا، وما مضى كان البداية واليوم وغداً عندنا واجبات ومهام مطلوبة من كل منا على حدة كقطريين.. لمواجهة التحديات المقبلة
نتوقع منهم التصعيد ولكن نحن نمتلك إرادة ووحدة وطنية وصموداً شعبياً بيننا وبين مقيمينا وكان الإيمان الجازم بعدالة قائدنا ونزاهته سياسياً ومعرفتنا بقضيتنا الوطنية هو سلم الأمان الذي صعدنا به لبلوغ الصمود والتحدي وكذلك جاء الخطاب متكاملاً ومتماشياً في قناعة قائدنا وبضرورة وضع الأمور بنصابها الحق وتسميتها بمسمياتها الحقيقة وعدم خلط الأوراق، وأكد كذلك أن دعم الإسلام ليس إرهاباً.. وأننا بدعمنا لنصرة الشعوب والقضايا العربية والسلام ماضون ولن نتراجع للوراء.
وتابع سموه في بيان الخلاف مع الآخرين
وخاصة دول الحصار حول مصادر الإرهاب، تذكرت هنا ذلك الزعيم العربي الملهم الذي يُصرُّ في كل مناسبة على اتهام المسلمين والتراث الإسلامي بالتطرف وتحميلهم المسؤولية عن العنف في العالم بأسره.
ذلك التعيين والتحديد في خطاب الأمير هو الذي ينبغي أن يكون في ما يتعلق بالإرهاب الذي أصبح ثوباً فضفاضاً يتسع لكل مخالف في الفكر والرأي.
وانطلاقا من ذلك التأصيل– أو قُل من هذا الصمود- أوضح سموه ضرورة التفريق بين المقاومة المشروعة للمحتلين وبين الإرهاب والتطرف، وأنه يختلف مع دول الحصار حول قضايا المقاومة وتطلعات الشعوب التوّاقة للحرية، رغم تأكيده عدم فرض تلك الآراء على الدول المخالفة لنا كسياسة.
ثم يؤكد سموه ما قيل سابقاً وحالياً على جوهر القضية وهي محاولة هذه الدول المساس بمبدأ السيادة القطرية والإرادة المستقلة، وبالثورة الإعلامية التي أحدثتها دولة قطر في حرية التعبير وبصرحنا الإعلامي المتمثل بقناة الجزيرة، التي يأتي إغلاقها على رأس مطالب دول الحصار والذي تراجعوا عنه بعد ذلك صاغرين بعد هجوم كل حر بالعالم أجمع.
وبعد كل هذا عاد سموه مؤكداً صمود القيادة القطرية وإصرارها على الاحتفاظ بتلك الحقوق وعدم السماح بالمساس بها، وأنه لا يمكن الرجوع عنها إلى الخلف، وقد أكد وبيّن أن الحل لابد أن يعتمد مبدأين: الأول هو احترام السيادة القطرية، والثاني ألا يأتي في صيغة إملاءات، بل تعهدات متبادلة والتزامات مشتركة في ظل الحوار البناء.
ثم كان الصمود في التأكيد على الموقف القطري الداعم للقضية الفلسطينية، والذي لم يتغير رغم حصار الدول الرامية للتطبيع؛ ففي الوقت الذي تستحي الحكومات العربية من إصدار بيانات إدانة للاحتلال على جرائمه إزاء الأقصى، يستنكر سموه ببالغ الأسى في خطابه إغلاق المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعلن سموه ويجدد تضامنه مع الفلسطينيين وقضيتهم العربية وحقهم.
خطاب أميرنا قطر كان مفعما بالأمل أيضاً..
الأمل الذي يرتكز على البيان الرباني: «وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم»، فقد دفعتنا الأزمة نحن الشعب القطري لاستكشاف قيمنا الإنسانية ومواطن قوتنا وإرادتنا وعزيمتنا والتزامنا بالإطار الأخلاقي السامي وعدم المعاملة بالمثل مع الإساءة والقذف والهجوم بالألفاظ النابية واللاأخلاقية والدونية بكل أشكالها البذيئة من قبل دول الحصار، بما يبشر بمرحلة جديدة من الرقي المجتمعي ترتكز عليها الدولة في نهضتها وأكد سموه الخيار الذي منح للمقيمين من دول الحصار بالبقاء أو الرحيل بذوق ودبلوماسية وأن دولة قطر وضحت وبينت عدم زُج الشعوب بالخلافات السياسية لأنه ضد منظومة حقوق الإنسان.
كما أكد سموه أن الأزمة أصقلت الحكومة القطرية بوزاراتها ومؤسساتها المختلفة؛ حيث واجهت الأحداث بحكمة واقتدار، ووفرت كل احتياجات الشعب، واستفادت منها في تشخيص النواقص والعثرات أمام تحديد شخصية قطر الوطنية المستقلة وفي اتخاذ القرار بتجاوز العقبات وتذليلها وتوفير كل الاحتياجات.
وفي ظل الأزمة الخانقة لنا كشعب لم ينس سموه خططنا التنموية ويُدشّن لنا عبر خطابه مجداً يضاف لمرحلة اقتصادية جديدة، نستثمر فيها الأحداث الصعبة في إطلاق رؤية جديدة لبناء الاقتصاد الوطني، يُبقي على استقلالية القرار القطري، والذي يأتي حتماً بعد إنتاج الغذاء والدواء ذاتياً، وتنوع مصادر الدخل والمضي في رؤيتنا الوطنية نحو التنمية المستدامة.
وإلى فتح الأبواب للاستثمار والانفتاح الاقتصادي على الدول الأخرى إقليمياً وعالمياً على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، إضافة إلى التوجيه بتطوير المؤسسات التعليمية والبحثية والإعلامية والقوة الناعمة القطرية، وهي العناصر اللازمة لعملية النهوض الشامل.
لقد حمل الخطاب الأمل للأجيال الحالية والقادمة؛ حيث كانت التوجيهات في الخطاب بالاستثمار في التنمية وخاصة التنمية البشرية، بما يمكن معه تحقيق الاستفادة القصوى من الأفراد، ثم التوجيه بتخصيص الاكتشافات الجديدة للغاز للاستثمار من أجل الأجيال القادمة، إنها رؤية شاملة تمت صياغتها في هذه الظروف الصعبة.
هكذا تضمن الخطاب الصمود والأمل فهنيئاً لنا كقطريين بهكذا قيادة.. لنهتف ولنردد: الله الوطن الأمير.. وكذلك نهتف ونقول: ارفعوا رؤوسكم، فتميم المجد ألبسكم حللاً من المجد والتفوق والنصر نفخر به كوننا قطريين.
أما رد الإخوة الأشقاء من دول الحصار لم يعد يهمنا، فيمكن للقارئ استكشافها من خلال عناوين المواقع والصحف التي علّقت على خطاب سمو الأمير، وفيها ما فيها من الاستخفاف بعقلية المشاهد العربي وخروج تعليقاتهم للأسف عن العقلانية والشمولية والنظرة التحليلية والأخلاق الإعلامية، بل خرجت كلماتهم كأنها قصف إسرائيلي عشوائي ضد أهل غزة والتحسر علينا كقطريين وكأننا مغلوبون على أمرنا ومسلوبو الإرادة.. حقاً أضحكتمونا وأضحكتم العالم..
«مستشار بالديوان الملكي السعودي عبر عن خطاب سمو الأمير بأنها كلمات إنشائية أعدها عزمي بشارة»، يا لسُخف القائل وعبثه المُستمر بالبسطاء والطيبين الذين يخاف على منصبه ولن ينفعه مستقبلاً هذا في حال دارت عليه الدوائر والدُنيا دول..
«ليبرالي مقيم في الخارج يقيم خطاب سمو الأمير بأنه عبثي كتبه عزمي وباركه القرضاوي بتعليمات البابا»، سطحية مُنقطعة النظير، تؤكّد هشاشة عقلية الخصم وقلّة دينه في التلفيق والكذب، انتصاراً لشيطان الخصومة..
«أستاذ طب نفسي في تحليل لخطاب سمو الأمير يقول عن تميم المجد إنه يثبت ارتباكه وتوتره وخوفه على السلطة»، مع أن الذي بدا لكل عاقل حكيم هو العكس.. نترك حرية التعليق للقارئ المثقف.
«مستشار حكومة دبي عن خطاب سموه: أسلوبه مهلهل ركيك استعلائي ويزيد الأزمة»، حقيقه أنتم من تهلهلتم إعلامياً ونشر غسيلكم والأزمة دارت عليكم والعالم أجمع ماعدا دول الحصار مازالت معكم نحن لا نعرف الكذب ولكن سمعنا بأن السعودية غاضبة منكم ومن وزيركم الفاشي أنور قرقاش..
أما دولة 100 مليون فردودها كالعادة أستفزازية خالية من المنطق كرئيسها المأجور من الدول الشقيقة يمكن يحتاج رز يا قطر؟ لنعود فنحن لا نخاف ولا نخشى ما يقال فينا لأننا كلما رميتم صخوركم علينا.. قطر ترتفع مجداً وترتقي حضارياً.. لنضحك مع مهاتراتهم قليلاً..
أسماؤهم لا أتشرف بكتابتها ولا يليق بنا كشعب أن نقول حتى أسماءهم فقط مجموعة من السفهاء «الذين يمجدون المال والمأجورين من بعض الدول فقط ضد سيادة قطر»
حقيقي فقرتم وجعتم وبان شعثكم وتصحركم الأخلاقي والإعلامي والعقلاني أنتم اليهود المستعربة التي تسعى لتهويد الشعوب العربية! مجموعة مساكين مجروحين يهذون بالباطل فاشلين لا مصداقية لكم وا آسفاه على شعب مصر المبتلى بحاكم فاشل.
«عجزي كنزي»، عبارة أطلقها بديع الزمان النورسي وسارت مثلاً سائراً فيمن يحول المحنة إلى منحة وهنا نحن من محنتنا تعلمنا الكثير.. فكأن هذه الأزمة أوقدت نار الكرامة فينا كقطريين وأشعلت فينا الروح الوطنية المثابرة.. وأيقظت ضمير كل قطري وقطرية وسطعت أمامهم الحقائق بأن بالعمل والترابط والوحدة والصمود والتفاني بالعمل والدفاع عن قطر وعن أرضنا وقضيتنا وعن قائد مسيرتنا تميم المجد به ومعه سطرنا مجدنا وتميزنا في تذليل كل الصعاب في الحصار الجائر على بلدنا فتحية لكل مواطن ومواطنة ولكل من يعمل بصمت جنباً بجنب إخواننا المقيمين وأحبائنا بدولة الكويت وسلطنة عمان وتركيا وجميع الدول التي تؤمن وتساندنا ودعاء لإخواننا المقدسيين وأهلنا في فلسطين أن يخلص مسجدنا الأقصى ويتم فتح أبوابه وتخليصه من براثن اليهود المغتصبين.. وحسبنا الله ونعم الوكيل في العروبة التي ماتت وفِي المسلمين المتهودين وفي كل متخاذل مع اليهود الطغاة وعزاؤنا في صحوة ضمير الأمة العربية وفِي استيقاظ الشعوب المجاورة من سباتها العميق.
بقلم:إيمان آل إسحاق
copy short url   نسخ
27/07/2017
3125