+ A
A -
وحدهم المقدسيون، من حقهم أن يفرحوا ويحتفلوا، وعلى غيرهم أن يتواروا ويخجلوا.
لست أطنني في حاجة إلى أن أذكر نفسي ولا أي من المواطنين العرب، بأن من ارغموا الاحتلال الإجرامي، على التراجع عن إجراءاته بحق أولى القبلتين وثالث الحرمين، هم المرابطون والمرابطات، وليس من يقضون عطلات الصيف على شواطئ الأطلسي، أو غيرهم.
قلت في سطور الأسبوع الماضي، عندما قرأت خبر «جهود ملكين ورئيس» لاقناع الاحتلال بإعادة فتح أبواب الأقصى، أنني «لو كنت مكان أحد المسؤولين الإعلاميين، لدى الزعماء الثلاثة، لعتمت على الخبر– على فرض أنه صحيح– و«طرمخت» عليه، فذاك خبر ضرره أكبر من نفعه، وإن كان فيه نفع، فإثمه أكبر من نفعه، فالزعماء الثلاثة، ويا للخجل، كل قدراتهم وإمكاناتهم، وزعامتهم، تمحورت في إقناع، وربما التوسل لإسرائيل، أن تفتح أبواب أولى القبلتين وثالث الحرمين».
وحده غضب مدينة السلام، وصمود وشموخ المقدسيين، شيباً وشباباً، نساءً ورجالاً، هو من أعاد للقدس بهاءها وضياءها.
وحدها دماء الشهداء والجرحى، وعرق المرابطين والمرابطات، الذين أبوا بشموخ وعزة، أن يفرض عليهم الاحتلال دخول مسجدهم عبر بواباتهم الإلكترونية، وتحت مراقبة الكاميرات «الغبية»، هو من أجبر هذا الاحتلال البغيض، على التراجع.
لن يستطيع أحد سرقة بطولة المقدسيين وفرحتهم.. العالم أصبح أصغر من أن يغيب فيه سر، والعلاقات الدافئة مع الاحتلال، صارت أوضح من أن تخبئ، ولقاءات الغرف الخاصة، والاجتماعات على شواطئ البحر الميت، أو بالفنادق الأوروبية والأميركية، بين عرب الكذب وقيادات الاحتلال، تكشفها صحف الاحتلال نفسها.. وعلى الذين يخالجهم قليل من تصديق من يحاولون السطو اللصوصي على بطولة أهل بيت المقدس، أن يستمعوا إلى ما قاله موشى ياعلون وزير دفاع الاحتلال السابق، ونقلته عنه صحيفة يديعوت أحرونوت، أن «المنطق كان يحتم علينا إيفاد رئيس الشاباك ناداف أرجمان إلى العاهل الأردني ليس بعد نصب البوابات الإلكترونية ولكن قبل ذلك، وكان علينا أن نجند العرب وعلى رأسهم السعوديون، لأنهم معنا هذه الأيام ويقفون إلى جانبنا»، فليخرس الخارصون، وليكف الراقصون على دماء وجراح المرابطين عن رقصتهم المبتذلة.
ستبقى القدس الخط الأحمر والأصعب في وجه الاحتلال، ليس لنفرة زعامات عربية، بل لأن المقدسيين وحدهم أرادوا ذلك.

بقلم : محمود عيسى
copy short url   نسخ
30/07/2017
2630