+ A
A -
يوم الاثنين تولى كبير موظفي البيت الأبيض الجديد جون كيلي مهامه رسمياً بهدف تنظيم صفوف إدارة أنهكتها الإخفاقات المتوالية ومزقتها صراعات على النفوذ، في ختام أسبوع بدا كالكابوس. وسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إعادة تعبئة قاعدة معسكره، فنشر صباحاً على تويتر تعليقاً أراده اختصاراً لإنجازات الأشهر الستة لرئاسته.. وقال: «أعلى سوق أسهم على الإطلاق، أفضل الأرقام الاقتصادية منذ سنوات، البطالة في أدنى مستوياتها منذ 17 عاماً، الرواتب ترتفع، الحدود آمنة، تعيين في المحكمة العليا: لا فوضى في البيت الأبيض!».
الصورة ليست وردية على نحو ما جاء في التغريدة، فقبل يوم واحد، نشرت صحيفة واشنطن بوست افتتاحية تحت عنوان: «الحزب الجمهوري ينهض لكبح جماح ترامب»، استهلتها قائلة: إن رئاسة دونالد ترامب شكلت منذ البداية تحدياً فريداً من نوعه لنظام الحكومة الأميركي، وكذلك للنظرية السياسية التي يقوم عليها.. فمن خلال توزيع السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية بين ثلاثة فروع تنسيقية وتزويد كل سلطة بوسائل لمراقبة السلطات الأخرى، سعى واضعو الدستور الأميركية إلى حماية الحرية من مختلف الأخطار التي تشكلها الطبيعة البشرية نفسها: الطموح والتهور والجشع وعدم الكفاءة والنعرة الحزبية المبالغ فيها.. وقد أثبت أعضاء الحزب الجمهوري الأسبوع الماضي استعدادهم في الواقع للتصرف على نحو أكثر مسؤولية، عندما صوتوا، مع الديمقراطيين، بأغلبية ساحقة على إصدار مشروع قانون بشأن العقوبات الروسية يقيد قدرة ترامب على الانغماس في تعاطفه الغريب مع نظام فلاديمير بوتين.
كما تصدوا إلى هجمات ترامب العدوانية المتزايدة على وزير العدل جيف سيشنز، والتي تستهدف في جوهرها المحقق المستقل روبرت مولر، وهي خطوات تستهدف كبح جماح ترامب، وتُظهر أيضاً أن هناك خيارات أخرى لم يعد أعضاء حزبه يخشون النظر فيها، ما يعني أن الرئيس ترامب سيواجه من الآن فصاعداً ساعة الحقيقة وسيضطر إلى الرضوخ لدولة المؤسسات، التي بدا في وقت من الأوقات أنها باتت غائبة تماماً، ومع ذلك يتعين الانتظار، إذ إن مفاجآت ترامب تبدو من النوع الذي لا نهاية له.

بقلم : حسان يونس
copy short url   نسخ
03/08/2017
2625