+ A
A -
يسجل التاريخ أن حكام دول المقاطعة خانوا الأمانة، وتحالفوا مع الأعداء ضد شعوبهم، وشرعوا أسلحتهم في وجه دولة شقيقة لهم فقط، لأنها ذات سيادة وفوق هذا يعتبرون ما يفعلونه هو الفضيلة، وما عداه رذيلة وإرهابًا.
ويسجل التاريخ كذلك أن دولة قطر صغيرة الحجم قد وقفت في وجه هؤلاء الحكام، رافضة تدخلاتهم وتأبى تبعيتهم وناصرة لقضايا الأمة، فقاموا! بحصارها، وتهديدها.. مؤيدين بمدد غربي وصهيوني، ليس في الخفاء أو من وراء الكواليس، بل على الملأ، بل وتفاخروا بحلفهم الشيطاني الذي لم يقتصر على الدول العربية فقط، بل كان ضمن قائمته قادة الصهيونية.
ولعلنا لا نستبق الأحداث إذا قلنا إن ما يجرى هو المسمار الأخير في نعش هذه الأنظمة، التي بانت خديعتها لشعوبها لعقود، وها هي المواقف الأخيرة تعريهم وتكشف خباياهم ومخططاتهم بالتحالف مع الصهيونية.
وبنظرة تحليلية نرى أن الشعوب لن تصمت طويلاً مع الظلم، قد تهادن لفترة لكنها بالنهاية ستثور على أنظمتها خاصة وقد اتّسمت أنظمتهم بالخيانة والتبعية.
فريقان في هذه المعركة غير المتكافئة، الفريق القطري الذي يسعى إلى العيش بحرية ونزاهة وكرامة وطنية، ويجاهد للعودة إلى ماضي السلف الصالح الذي شهد نجاحات تاريخية على المستويات كافة- وهو الفريق الأقل عددًا وعدة، لكنه معه الشعوب المتعطشة للنصر، التي جمعتهم راية الحق، ألا وهي راية التوحيد والولاء للدين ولراية محمد، صلى الله عليه وسلم، ويحدوها الأمل في التحرر، وفض غبار التبعية والقهر الذي أعمى العيون وأدمى القلوب لعقود، وهي لا تشك لحظة في أن النصر حليفها والعاقبة لها.
أما الفريق الآخر فهو الأكثر عددًا وعدة، إذ يحالفه الغرب والصهاينة، لكنه الفريق الأجبن الأذل، فهو لا يحارب لوطن، ولا يدافع عن هوية، ولا يجاهد لأجل الدين، إنما يدمر الأخضر واليابس من أجل مصلحته الذاتية، ومكاسبه العائلية، فضلاً عن أنه تربى على كراهية الدين والغرور، من ثم فولاؤه للغرب، ووجهته لليهود الصهاينة، فهو يخشى شعبه ويخاف على زوال ملكه، ولا ملجأ له إلا إلى هؤلاء متأملاً منهم أن يحموا عرشه ويحفظوا له كرسيه.
والصراع هنا دائر بين الفريقين بين الحق والباطل وقد يطول حتى يخرج فريق الباطل كل ما في جعبته من مهاترات.
ولكن فريق الحق الأعز الأقل عددًا وعدة- صاحب عقيدة ولديه مبادئ وعنده نخوة والشعوب من خلفه تؤازره، فإنه لن يستسلم وسيرسم طريقا خاصاً به يسمى طريق النصر.
لكن طالت الفترة أم قصرت فإن التوفيق حليف الذي قالوا ربنا الله، والخذلان والانكسار حليف المنافقين، ذلك أن الظلم عاقبته الضياع والتشتت، وليس أشد على الأمم من سفيه جُعل الحكم في يده، وقد جمع مع السفه الرعونة والطيش والغباء.
وهكذا يسجل التاريخ انتصارات عديدة في مجالات كثيرة لدولتنا الحبيبة قطر ولشعبها أجمع تعلو قطر في سماء النصر رايتها بيضاء ناصعة.
ترسوا قطر في بحر متلاطم الأمواج بثبات قبطانها.
تنتصر الدبلوماسية القطرية وتهزم أشقاءها ويظهر زيفهم وكذبهم.
ها هي القطرية تكسب المعركة وتحلق في سمائهم وتفتح الأجواء رغما عنهم.
ها هي موانئ قطر تسجل نصراً وعقوداً وتفتح خطوطاً ملاحية جديدة.
وها هي مؤسساتنا تكتسب ويحتفى بها إقليمياً كمثال مؤسسة راف الذين اتهموا بالإرهاب... وكمؤسسة داعمة له..
وها هي دولة قطر تقفز إلى مستوى أفضل وخلوها تقريباً من جرائم الاتجار بالبشر.
عمار يا بلد العز والخير.. عمار يا ديرة تميم، أرعدي يا قطر فخراً وانثري النصر وأسطري الأمجاد وفوحي عطراً ممزوجاً بالورد.
بقلم:إيمان آل اسحاق
copy short url   نسخ
09/08/2017
3100